مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الدعاء على المشركين

          ░58▒ باب الدعاء على المشركين
          وقال ابن مسعود: قال النبي صلعم: ((اللهم أعني عليهم)) إلى آخره ثم أسند أحاديث:
          1- عن ابن أبي أوفى: دعا النبي صلعم على الأحزاب الحديث.
          2- حديث أبي هريرة كان ◙ إذا قال: ((سمع الله لمن حمده)) الحديث.
          3- حديث أنس: بعث النبي صلعم سرية الحديث.
          4- حديث عائشة: كانت اليهود يسلمون الحديث.
          5- حديث علي قال النبي صلعم يوم الخندق: الحديث.
          وكلها سلفت في الاستسقاء والجهاد.
          وإنما كان ◙ يدعو على المشركين على حسب ذنوبهم وإجرامهم، فكان يبالغ في الدعاء على من اشتد أذاه على المسلمين؛ ألا ترى لما يئس من قومه قال: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر)). وقال مرة: ((اللهم أعني عليهم)) الحديث.
          ودعا على أبي جهل بالهلاك، ودعا على الأحزاب بالهزيمة والزلزلة، فأجاب الله دعاءه فيهم، ودعا على الذين قتلوا القراء شهراً في القنوت، ودعا / على أهل الأحزاب أن يحرقهم الله في بيوتهم وقبورهم، فبالغ في الدعاء عليهم لشدة إجرامهم، ونهى عائشة عن اليهود باللعنة، وأمرها بالرفق في المقارضة لهم، والرد عليهم مثل قولهم، ولم يبح لها الزيادة والتصريح، فيمكن أن يكون ذلك منه على وجه التآلف لهم والطمع في إسلامهم.
          وأما قوله في حديث ابن عمر حين لعن رسول الله المنافقين في الصلاة. فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران:128] فذهب بعض أهل التأويل إلى أن هذه الآية ناسخة للعنة المنافقين في الصلاة والدعاء عليهم، وأنه عوض من ذلك القنوت في الصبح، رواه ابن وهب وغيره.
          وأكثر العلماء على أن الآية ليست ناسخة ولا منسوخة، وأن الدعاء على المشركين بالهلاك وغيره جائز، لدعاء الشارع في هؤلاء الآثار المتواترة.
          فيه: حجة على أبي حنيفة في قوله: لا يدعى في الصلاة إلا بما في القرآن، وإن دعا بغيره بطلت.
          والوطأة: الأخذ الشديد، وقال الداودي: هي الأرض.
          قوله: (اللهم أنج سلمة بن هشام) هو عم أبي جهل، كما قاله الداودي. فعلى هذا اسم أبي جهل هشام، واسم جده هشام أيضاً، قال: والوليد بن الوليد ابن عمه.
          قوله: (عن صلاة الوسطى) وهي صلاة العصر ظاهر في ذلك، وبه قال أبو حنيفة، وابن حبيب، ومذهب الشافعي ومالك أنها الصبح، وانفصل ابن القصار عن هذا الحديث، بأنهم شغلوا ذلك اليوم عن الظهر والعصر والمغرب، وأن العصر وسط هذه الثلاث وقال ابن القابسي: هما وسطان الصبح بالقرآن، والعصر بالسنة. وفيها عدة مذاهب سلفت.
          وفيه: القنوت في الصبح، وبه قال مالك والشافعي، واختلفا في محله، وخالف أبو حنيفة وأحمد ويحيى بن يحيى المالكي.
          قوله: (يقال لهم القراء) كانوا سبعين.
          قوله: (ففطنت عائشة) هو بفتح الطاء.