مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الدعاء للمشركين

          ░59▒ باب الدعاء للمشركين
          فيه حديث أبي هريرة قال: قدم طفيل بن عمرو على رسول الله الحديث وسلف في الجهاد.
          ونبه (خ) على معناه في الترجمة فقال: باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم.
          قال والدي ⌂:
          (باب الدعاء إذا علا عقبه).
          قوله: (سليمان بن حرب) ضد الصلح و(أبو عثمان) هو عبد الرحمن و(أبو موسى) هو عبد الله بن قيس و(أربعوا) بفتح الموحدة أي: أرفقوا بأنفسكم يعني: لا تبالغوا في الجهر و(أصم) في بعضها: أصمًّا، ولعله باعتبار مناسبة غائباً ومر في غزوة خيبر بدل بصيراً قريباً.
          قوله: (كنز) أي كالكنز في كونه أمراً نفيساً مدخراً مكنوناً عن أعين الناس وهو كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، ومعناه: لا حيلة في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله، وفي لفظه خمسة أوجه ذكرها النحاة.
          قوله: (حديث جابر) وهو ما تقدم في كتاب الجهاد في باب التسبيح إذا هبط وادياً، قال جابر: كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا و(يحيى) ابن أبي إسحاق الحضرمي حديثه سبق في الجهاد في باب ما يقول إذا رجع من الغزو ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك قال: كنا مع النبي صلعم مقفله من عسفان ورسول الله صلعم على راحلته وقد أردف صفية إلى آخره، وهو لما أشرفنا على المدينة قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون.
          قوله: (قفل) أي رجع و(الشرف) بالفتحتين المكان العالي و(الأحزاب) جمع: الحزب، اجتمع قبائل العرب عازمين لقتال رسول الله صلعم ففرقهم الله تعالى بلا مقاتلة وهزمهم عن باب المدينة.
          فإن قلت: قد نهى رسول الله صلعم عن السجع وهذا مسجع؟ قلت: نهى عن سجع كان كسجع الكهان في كونه متكلفاً أو متضمناً للباطل.
          قوله: (صفرة) أي: من الطيب الذي استعمله عند الزفاف و(مهيم) بفتح الميم والتحتانية وسكون الهاء والميم أي: ما حالك وما شأنك وكلمة (أومه) شك من الراوي وما استفهامية قلبت ألفها هاء و(النواة) بخمسة دراهم وزناً من الذهب يعني: ثلاثة مثاقيل ونصفاً مر في / البيع.
          قوله: (أبو النعمان) بضم النون محمد بن الفضل المشهور بعارم بالمهملة والراء و(عمرو) أي: ابن دينار و(ابن عيينة) سفيان و(محمد بن مسلم) الطائفي هما رويا الحديث لكنهما لم يذكرا هذا الدعاء.
          فإن قلت: في الحديث السابق بارك الله لك وفي هذا بارك الله عليك فما الفرق بينهما؟ قلت: أراد في الأول اختصاص البركة به، وفي الثاني استعلاءها عليه.
          قوله: (عثمان ابن أبي شيبة) ضد الشباب و(كريب) مصغر الكرب بالراء و(لم يضره) أي: لم يسلط عليه بحيث لا يحصل منه العمل الصالح أي: كان ممن ليس له عليهم سلطان وإلا فالوسوسة لازمة في الوضوء.
          قوله: (فروة) بفتح الفاء وإسكان الراء وبالواو، ابن أبي المغراء بفتح الميم وسكون المعجمة وبالراء وبالمد و(عبيدة) بفتح المهملة وكسر الموحدة ابن حميد بضم الحاء الضبي النحوي و(الكتاب) أي: العبراني وفي بعضها يعلم الكتابة بلفظ المجهول وصيغة المصدر.
          قوله: (إبراهيم بن المنذر) بالنون وبكسر المعجمة الخفيفة و(أنس بن عياض) بكسر المهملة وخفة التحتانية وبالمعجمة و(طب) أي: سحر و(مطبوب) أي: مسحور و(لبيد) بفتح اللام وكسر الموحدة (ابن الأعصم) بالمهملتين اليهودي و(المشاطة) بالضم ما يخرج من الشعر بالمشط و(الجف) بضم الجيم وشدة الفاء، وعاء طلع النخل ويطلق على الذكر والأنثى ولهذا قيده بقوله ذكر و(ذروان) بفتح المعجمة وتسكين الراء وبالواو وبالنون بئر بالمدينة (في بني زريق) بضم الزاي وفتح الراء وسكون التحتانية و(النقاعة) بضم النون وتخفيف القاف الماء الذي ينقع فيه (الحناء) ممدود وشبه النخل برؤوس الشياطين في كونها وحشة المنظر وهو مثل في استقباح الصورة.
          قوله: (شرا) مثل تعلم المنافقين السحر من ذلك فيؤذون المسلمين به مر في صفة إبليس في كتاب بدء الخلق.
          الخطابي: إنما كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله في أمر النساء خصوصاً وإتيان أهله إذ كان قد أخذ عنهن بالسحر دون ما سواه فلا ضرر فيما لحقه من السحر على نبوته وليس تأثير السحر في أبدان الأنبياء بأكثر من القتل والسم ولم يكن دافعاً ذلك لفضيلتهم وإنما هو ابتلاء من الله تعالى، وأما ما يتعلق بالنبوة فقد عصمه الله من أن يلحقه الفساد والحمد لله على ذلك.
          قوله: (زاد) إنما ذكر ذلك لأن المقصود من الترجمة إنما يحصل منه وهو تكرار الدعاء.
          قوله: (بسبع) سنين مقحطة كما كان في زمن يوسف ◙ من القحط المفرط فأخذتهم سنة حتى أكلوا الجيف والميتة و(أبو جهل) هو عمرو بن هشام المخزومي فرعون هذه الأمة و(عليك به) أي: بإهلاكه أي: خذه وأهلكه.
          قوله: (ابن سلام) بتخفيف اللام على الأصح محمد و(وكيع) بفتح الواو ابن أبي خالد إسماعيل و(ابن أبي أوفى) عبد الله و(سريع الحساب) معناه: إما أنه تعالى سريع في الحساب، وإما أن وقت الحساب ومجيئه سريع.
          قوله: (معاذ) بضم الميم وبالمهملة ثم المنقطة ابن فضالة بفتح الفاء وخفة المعجمة و(هشام) أي: الدستوائي و(يحيى) أي: ابن أبي كثير بالمثلثة و(أبو سلمة) بفتحتين و(عياش) بتشديد التحتانية بين المهملة والمعجمة (ابن أبي ربيعة) بفتح الراء وكسر الموحدة و(الوليد بن الوليد) بفتح الواو فيهما و(سلمة) بالمفتوحتين وهؤلاء الثلاثة أسباط المغيرة المخزومي و(الوطأة) بفتح الواو وإسكان المهملة، الدوس بالقدم يراد منها الإهلاك؛ لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه و(مضر) بضم الميم وفتح المعجمة وبالراء قبيلة غير / منصرف مر في الاستسقاء.
          قوله: (الحسن بن الربيع) بفتح الراء البجلي الكوفي و(أبو الأحوص) بالمهملتين سلام بشدة اللام الحنفي و(عاصم) أي الأحول و(القراء) سموا به لأنهم كانوا أكثر قراءة من غيرهم وكانوا من أوراع الناس ينزلون الصفة يتعلمون القرآن وكانوا ردءاً للمسلمين فبعث رسول الله صلعم سبعين منهم إلى أهل نجد ليدعوهم إلى الإسلام، فلما نزلوا بئر معونة بفتح الميم وضم المهملة وبالنون، قصدهم عامر بن الطفيل بالضم في أحياء نحو عصية وغيرهم فقتلوهم.
          قوله: (وجد) أي: حزن و(عصية) مصغر العصا قبيلة.
          فإن قلت: مر في الجهاد أنه قنت أربعين يوماً؟ قلت: مفهوم العدد لا اعتبار له.
          قوله: (هشام) أي: ابن يوسف و(معمر) بفتح الميمين و(السام) الموت و(لم تسمعي) في بعضها لم تسمعين بالنون وجوز بعضهم إلغاء عمل الجوازم والنواصب، قالوا إن عملها أفصح مر في الأدب.
          قوله: (محمد بن المثنى) ضد المفرد و(هشام بن حسان) منصرفاً وغير منصرف البصري و(عبيدة) بفتح المهملة وكسر الموحدة السلماني بسكون اللام و(بيوتهم) أي أحياء و(قبورهم) أي: أمواتاً.
          فإن قلت: ما وجه التشبيه؟ قلت: اشتغالهم بالنار مستوجب لاشتغالهم عن جميع المحبوبات فكأنه قال شغلهم الله عنها كما شغلونا عنها.
          قوله: (وهي صلاة العصر) تفسير من الراوي إدراجاً منه مر في مواقيت الصلاة.
          قوله: (علي) أي: ابن المديني و(أبو الزناد) بكسر الزاي وخفة النون عبد الله و(الأعرج) هو عبد الرحمن و(الطفيل) مصغر الطفل ابن عمرو الدوسي بفتح المهملة وإسكان الواو وبالمهملة وهي قبيلة أبي هريرة و(أت بهم) أي مسلمين أو كناية عن الإسلام.
          فإن قلت: هم طلبوا الدعاء عليهم وهو صلعم دعا لهم؟ قلت: هذا من باب خلقه العظيم ورحمته على العالمين مر في الجهاد في باب الدعاء للمشركين، انتهى كلام والدي ⌂.
          أقول:
          قوله: (أنج سلمة) النجاء: السرعة يقال: نجا ينجو نجاءً إذا أسرع ونجا من الأمر إذا خلص وأنجاه غيره.
          و(اشدد وطأتك) أي: خذهم أخذاً شديداً، وكان حماد بن سلمة يرويه: ((اشدد وطأتك على مضر)) والوطد الإثبات والغمز في الأرض.