مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الصلاة على النبي

          ░32▒ باب الصلاة على النبي صلعم
          فيه حديث ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة... إلى آخره.
          وحديث عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري.
          قوله: (اللهم) هو دعاء أدخلت الميم في آخره عوضاً من ياء في أوله، هذا قول البصريين، وقال الكوفيون: المعنى: يا الله أمنا بخير.
          واختلف في الصلاة على النبي صلعم هل هي فرض أم لا؟ فعندنا أنها واجبة في الصلاة، ووافق الشافعي على ذلك جماعةً من الصحابة، ولم ينفرد كما نسب إليه. وهو رواية عن أحمد أيضاً، وحكاه الروياني في ((البحر)) عن عمر وابنه عبد الله وابن مسعود وأبي مسعود البدري، ونقله الماوردي عن محمد بن كعب القرظي التابعي.
          ورواه البيهقي عن الشعبي وغيره عن علي بن الحسين، وبه قال ابن المواز المالكي فيما حكاه ابن القصار.
          ومذهب مالك وأبي حنيفة أنها سنة فيها، ووافقهما ابن المنذر والخطابي والطبري، وحكاه ابن بطال عن جمهور العلماء، قال: والمشهور عن أصحابنا أنها واجبة في الجملة على الإنسان أن يأتي بالشهادتين مرة في دهره مع القدرة عليه.
          ثم قال: وشذ الشافعي فزعم أن ذلك فرض في الصلاة، وهذه العبارة قالها غير واحد من المالكية، ولا أرضاها، فقد علمت أن جماعة الصحابة سبقوه إليها وابن المواز منهم أيضاً.
          وفي حديث كعب بن عجرة: ((وذلك في الصلاة))، أخرجه عن إبراهيم بن محمد عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة(1).


[1] في هامش المخطوط: ((قال القاضي أبو الفضل في ((الشفاء)) وقال ابن عطاء: للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات فإن وافق أسبابه أنجح، فأركانه حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه من الأسباب وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على النبي صلعم، وفي الحديث ((الدعاء بين الصلاتين علي لا يرد))، وفي حديث آخر: ((كل دعاء محجوب بين السماء فإذا وجدت الصلاة علي صعد الدعاء)))).