الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الثلاثة على الدابة

          ░99▒ (باب: الثَّلاثة عَلَى الدَّابَّة)
          هذه التَّرجمة جزء مِنْ أجزاء التَّرجمة الَّتي سبقت في كتاب الحجِّ وهو (باب: استقبال الحاجِّ القادمَين والثَّلاثة على الدَّابَّة) وتقدَّم هناك استطرادًا، وهاهنا ذكره المصنِّف قصدًا واستقلالًا، والرد(1) بذلك إثبات جواز ركوب الثَّلاثة على الدَّابَّة خلافًا لِما ورد مِنَ النَّهي عن ذلك عند الطَّبَرانيِّ والطَّبَريِّ، كما تقدَّمت الإشارةُ إلى بعض تلك الرِّوايات في كتاب الحجِّ في الباب المذكور.
          قالَ العلَّامةُ القَسْطَلَّانيُّ: وأمَّا الأحاديث المذكورُ فيها النَّهيُ عن ذلك فتُكلِّم في سندها، ولئن سلَّمنا الاحتجاج بها فيجمع بأنَّ ما ورد فيه النَّهي محمول على ما إذا كانت الدَّابَّة غير مُطِيقة.
          قالَ النَّوويُّ: مذهبنا ومذهب العلماء كافَّةً جوازُ ركوب ثلاثة على الدَّابَّة إذا كانت مُطِيقة، وقال الدُّمَّيريُّ: أفاد الحافظ ابن مَنْدَه أنَّ الَّذِين أردفهم النَّبيُّ صلعم ثلاثةٌ وثلاثون نفسًا، ولم يَذكر منهم عقبةَ بن عامر الجُهَنيَّ، ولم يذكر أحدٌ مِنْ علماء الحديث والسِّيَر أنَّ النَّبيَّ صلعم أردفه. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((وأراد)).