الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب القبة الحمراء من أدم

          ░42▒ (باب: القُبَّة الحَمْرَاءِ مِنْ أَدَم)
          بفتح الهمزة والمهملة: هو الجلد المدبوغ وكأنَّه صُبغ بحمرة قبل أن يُجعل قبَّة، ذَكر فيه طرفًا مِنْ حديث أبي جُحيفة، وقد تقدَّم في أوائل الصَّلاة بتمامه، والغرض منه هذا قوله: (وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ) فهو مطابق لِما ترجم له، ولعلَّه أراد الإشارة إلى تضعيف حديث رافع المقدَّم ذكرُه في (باب: الثَّوب الأحمر). انتهى.
          قلت: ولعلَّ الحافظ أشار بقوله: حديث رافع إلى ما ذكره في الباب المذكور بقوله: ومِنْ طريق البَيْهَقيِّ في «الشُّعب» مِنْ رواية أبي بكر الهُذَليِّ_وهو ضعيف_ عن الْحَسَنِ عَنْ رَافِعِ بْنِ يَزِيدَ الثَّقَفِيِّ عَنِ النَّبيِّ صلعم: ((أَنَّ(1) الشَّيْطَانَ يُحِبُّ الْحُمْرَةَ، فَإِيَّاكُمْ(2) وَالْحُمْرَةَ وَكُلَّ ثَوْبٍ ذِي شُهْرَةٍ)) وأخرجَه ابنُ مَنْدَه وأدخل في رواية له بين الحسن ورافع رجلًا فالحديث ضعيف، وبالغ الجُوزَقانيُّ فقال: إنَّه باطل. انتهى.
          وأمَّا مطابقة الحديث الثَّاني بالتَّرجمة فذكر الحافظ: قالَ الكَرْمانيُّ: هذا لا يدلُّ على أنَّ القبَّة حمراءُ لكنْ يكفي أنَّه يدلُّ على بعض التَّرجمة وكثيرًا ما يفعل البخاريُّ ذلك.
          قالَ الحافظُ: ويمكن أن يقال: لعلَّه حمل المطلق على المقيَّد وذلك لقُربِ العهد، فإنَّ القصَّة الَّتي ذكرها أنسٌ كانت في غزوة حُنين، والَّتي ذكرها أبو جُحَيفة كانت في حجَّة الوداع، وبينهما نحو سنتين، فالظَّاهر أنَّها هي تلك القبَّة لأنَّه صلعم ما كان يتأنَّق في مثل ذلك حَتَّى يستبدل. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((الثقفي رفعه : ((إن)))).
[2] في (المطبوع): ((وإياكم)).