الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: قبالان في نعل ومن رأى قبالا واحدا واسعا

          ░41▒ (باب: قِبَالَان فِي نَعْل...)
          أي: في كل فردة، (ومَنْ رَأَى قِبَالًا وَاحِدًا وَاسِعًا) أي: جائزًا، القِبال_بكسر القاف وتخفيف الموحَّدة_: هو الزِّمام وهو السَّير الَّذِي يُعقد فيه الشِّسع الَّذِي يكون بين إصبعَي الرِّجل، قاله الحافظ.
          وقال في شرح الحديث: قوله: (قبالان) زاد ابنُ سعدٍ عن عفَّان عن همام(1): ((مِنْ سِبْت ليس عليهما شعر)) قالَ الكَرْمانيُّ: دلالة الحديث على التَّرجمة مِنْ جهة أنَّ النَّعل صادقةٌ على مجموع ما يُلبَس في الرِّجلين، وأمَّا الرُّكن الثَّاني مِنَ التَّرجمةِ فمِنْ جهة أنَّ مقابلة الشَّيء بالشَّيء يفيد التَّوزيع، فلكلِّ واحد مِنْ نعل كلِّ رِجلٍ قبالٌ واحد.
          قلت: بل أشارَ البخاريُّ إلى ما ورد عن بعض السَّلف، فقد أخرج البزَّار والطَّبرانيُّ في «الصَّغير» مِنْ حديث أبي هريرة مثلَ حديث أنسٍ هذا، وزاد: وكذا لأبي بكر ولعمر: وأوَّل مَنْ عقَد عقدةً واحدة عثمانُ بن عفَّان [ ☺ ]. لفظ الطَّبَرانيِّ وسياق البزَّار مختصر(2) ورجال سنده ثقاتٌ. انتهى.
          وسكتَ العلَّامةُ القَسْطَلَّانيُّ عن وجه المطابقة.
          وقالَ العلَّامةُ العينيُّ تحت كلِّ واحد مِنْ حديثَي الباب: مطابقته للتَّرجمة ظاهرة، فكأنَّه لم يراعِ الرُّكنَ الثَّانيَ مِنَ التَّرجمةِ، وقال أيضا في شرح التَّرجمة: وأشار بهذا إلى [أنَّ] قِبالين أو قِبالًا واحدًا مباحٌ، وليس في ذلك شيء لا يجزئ(3) غيره. انتهى.
          كذا قال، والظَّاهر عندي مِنْ سياق التَّرجمة أنَّ الإمام البخاريَّ رجَّح القِبالين على قِبالٍ واحد كما لا يخفى.


[1] قوله: ((عن عفان عن همام)) ليس في (المطبوع).
[2] قوله: ((لفظ الطبراني وسياق البزار: مختصر)) ليس في (المطبوع).
[3] في (المطبوع): ((يجزي)).