الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب نقش الخاتم

          ░50▒ (باب: نقش الخاتَم)
          أي: بيان نقش الخاتم وكيفيَّته، قاله العينيُّ والقَسْطَلَّانيُّ، وسكت الحافظ عن شرح التَّرجمة.
          والظَّاهر عندي أنَّه أراد بيان جوازه، لأنَّ النَّقش مظنَّة المنع، ويؤيِّده ما قاله المناويُّ بحثًا على مسألة جواز التَّختُّم وكراهته: لأنَّ الفساد كما قاله ابن جماعة وغيره إنَّما هو ناشئ عن النَّقش لا التَّختُّم. انتهى.
          وفي «الدُّرِّ المختار»: وينقشه اسمه أو اسم الله تعالى لا تمثال إنسان أو طير ولا محمَّدٌ رسولُ الله. انتهى.
          قالَ ابنُ عابدين: وذلك لأنَّه نقشُ خاتمه صلعم، وقد نهى ╕ أن يَنقش أحد عليه، كما رواه في «الشَّمائل»، ونقش خاتم أبي بكر: نِعمَ القادرُ اللهُ، وعمرَ: كفى بالموت واعظًا، وعثمانَ: لتصبرنَّ أو لتندمنَّ، وعليٍّ: الملك لله، وأبي حنيفة: قل الخيرَ وإلَّا فاسكت، وأبي يوسف: مَنْ عمل برأيه فقد ندم، ومحمَّدٍ: مَنْ صبر ظفر. انتهى «قهستاني» عن «البستان».
          قالَ الحافظُ في شرح قوله: (نقشه محمَّد رسول الله): زاد ابن سعد مِنْ مرسل ابن سيرين: ((باسم الله محمَّدٌ رسول الله)) ولم يتابع على هذه الزِّيادة، وأمَّا ما أخرجه عبد الرَّزَّاق عن مَعْمر عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل أنَّه أخرج لهم خاتمًا، فزعم(1) أنَّ رسول الله صلعم كان يلبسه، فيه تمثال أسد، ففيه مع إرساله ضعفٌ لأنَّ ابن عقيل مختلف في الاحتجاج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف؟ وعلى تقدير ثبوته فلعلَّه لبسه مَرة قبل النَّهي. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((وزعم)).