التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: هل يخص شيئًا من الأيام؟

          ░64▒ بَابٌ: هَلْ يَخُصُّ مِنَ الأَيَّامِ شَيْئًا؟
          1987- ذَكَرَ فِيْهِ حَدِيْثَ عَلْقَمَةَ، قُلْتُ لِعَائِشَةَ: (هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَخْتَصُّ مِنَ الأَيَّامِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يُطِيقُ؟!)
          معناهُ: أنَّه كَانَ لَا يَخُصُّ شيئًا مِنَ الأيَّامِ دَائِمًا ولَا رَاتِبًا إلَّا أنَّه كَانَ أكثرُ صِيَامِه فِي شَعْبَانَ، وقَدْ حَضَّ عَلَى صَومِ الاثنينِ والخميسِ، لكنْ كَانَ صِيَامُه عَلَى حَسَبِ نَشَاطِه فرُبَّمَا وَافَقَ الأيَّامَ الَّتِي رَغِبَ فِيْهَا ورُبَّمَا لم يُوَافِقْهَا. وفي أفرادِ مُسْلٍمٍ عَنْ مُعَاذَةَ العَدَوِيَّةِ أنَّها سَأَلَتْ عَائِشَةَ: ((أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ لَهَا: مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ)).
          ونَقَلَ ابنُ التِّيْنِ عَنْ بعضِ أهلِ العلمِ: أنَّه يُكْرَهُ أنْ يَتَحَرَّى يَوْمًا مِنَ الأسبوعِ بصِيَامٍ لهذا الحديثِ، وهُوَ قَريبٌ مِنْ تبويبِ البُخَارِيِّ، ومَعنَى (دِيمَةً): دَائِمٌ مثلَ الدِّيْمَةِ مِنَ المَطَرِ.