التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: هل يقول: إني صائم إذا شتم؟

          ░9▒ بَابٌ: هَلْ يَقُولُ إِنِّي صَائِمٌ إِذَا شُتِمَ؟
          1904- ذَكَرَ فيه حديثَ أبي هُريرةَ السَّالفَ في باب: فضل الصَّوم [خ¦1894]، وهو أتمُّ مِنْ ذاك، والرَّفَثُ والجهلُ ذُكرا هنا؛ لأنَّه أشدُّ لحرمة الصَّوم عنهما كما قَالَ _تعالى_: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:1-2]، والخشوع في الصلاة آكد مِنْه في غيرها، وَقَالَ في الأشهُر الحرُم: {فَلَا تَظْلِمُوا فيهنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36] فأكَّد حرمة الأشهر الحرم وجعل الظُّلم فيها أشدَّ مِنْ غيرها، فينبغي للصَّائم أن يعظِّم مِنْ شهر رمضان مَا عظَّم اللهُ ورسولُه، ويعرف قدر مَا لزمه مِنْ حرمة الصِّيام، والقيام بحدوده.
          وقد أسلفنا هناك الكلام على (يَصْخَبْ)، وقوله: (فَم) وفي بعض النسخ <في> وهو رواية الشَّيخ أبي الحسن، كما عزاه إليه ابنُ التِّيْنِ، ثمَّ نقل عن القزَّاز أنَّه لا أصلَ لهذا اللفظ في الحديث ولا لقوله: ((فيِّ الصَّائِم)) بتشديد الياء، والتَّشديد لا يجوز على أحدٍ جهلُه، وإنَّما تقول العرب: أعجبني فو زيدٍ، وعجبتُ مِنْ في زيدٍ، ولا وجهَ للتَّشديد.