التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونيةً

          ░6▒ بَابُ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَنِيَّةً.
          وَقَالَتْ عائشةُ، عَنِ النَّبِيِّ _صلعم_: (يُبْعَثونَ على قدر نِيَّاتِهِمْ).
          1901- ذَكَرَ فيه حديثَ أبي هُريرةَ، وقد سلف في الإيمان [خ¦38]، ومعنى: (إِيمَانًا): تصديقًا بالثَّواب مِنَ الله _تعالى_ على صيامه وقيامه، ومعنى: (وَاحْتِسَابًا) يَحتسب ثوابه على الله _تعالى_ وينوي بصيامِه وجهَه، ولا يتبرَّم بزمانه حَرًّا وطُولًا، والحديث دالٌّ على أنَّ الأعمال لا تزكو ولا تُتَقبَّل إلَّا مع الاحتساب وصدق النيَّات، كما قَالَ _صلعم_: ((إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ)) وهو رادٌّ لقولِ زُفَرَ: إنَّ رمضانَ يجزئ مِنْ غير نيَّةٍ، ثمَّ هي مبيَّتةٌ عند الجمهور، خلافًا لأبي حَنِيْفَةَ والأَوزاعيِّ وإسحاقَ حيث قالوا: يُجزئُ قبل الزَّوال، ولا سلفَ لهم فيه، والنيَّة إنَّما ينبغي أن تكون مقدَّمةً قبل العمل، وحقيقةُ التَّبييت لغةً يقتضي جزءًا مِنَ اللَّيل، ورَوى هذا ابن عمرَ وحفصة وعائشة ولا مخالفَ لهم، وعند أبي حَنِيْفَةَ: لو صَامَ رمضان بنيَّة النَّفْل أجزأه، وكذا إن أطلق يجزئه عنه، مسافرًا كَانَ أو حاضرًا، قال: فإن نوى النَّذر أو الكفَّارة أجزأَه عن رمضانَ إن كَانَ حاضرًا، وعن نَذرِه إن كَانَ مسافرًا، والمراد هنا بالذُّنوب: مَا عدا التَّبِعاتِ، والفضل واسعٌ.