عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفًا
  
              

          ░111▒ (ص) بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنِ اسْمِهِ حَرْفًا.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان مَن دعا صاحبه بأن خاطبه بالنداء فنقص مِن اسمه حرفًا مثل قولك: (يا مال) في (يا مالك) وهذا عبارةٌ عن الترخيم؛ وهو حذفٌ في آخر المنادَى لأجل التخفيف، وإِنَّما اختصَّ بالآخر؛ لأنَّه محلُّ التغيير في حذفه في جزم المعتلِّ، وشرط الترخيم في المنادَّى ألَّا يكون مضافًا ولا مستغاثًا ولا جملةً، وفي غير المنادَى لا يجوز إلَّا لضرورة الشعر.
          (ص) وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صلعم : «يَا بَا هِرٍّ».
          (ش) (أَبُو حَازِمٍ) بالحاء المُهْمَلة والزاي، اسمه سلمان الأشجعيُّ الكوفيُّ.
          وهذا التعليق وصله البُخَاريُّ في (الأطعمة) وأوَّلُه: (أصابني جَهْدٌ شديدٌ...) الحديث، وفيه: فإذا رسول الله صلعم قائمٌ على رأسي فقال: «يا با هرٍّ»، قال ابن بَطَّالٍ: هذا لا يطابق الترجمة؛ لأنَّه ليس مِنَ الترخيم، وإِنَّما هو نقل اللَّفظ مِنَ التصغير والتأنيث إلى التكبير والتذكير، وذلك أنَّهُ كنَّاه أبا هُرَيْرَة، و(هُرَيرة) تصغير (هرَّة) فخاطبه باسمها مذكَّرًا، فهو نقصانٌ في اللَّفظ وزيادةٌ في المعنى، انتهى، وقال بعضهم: هو نقصٌ في الجملة، لكنَّ كون النقص منه حرفًا فيه نظرٌ.
          قُلْت: لا ينبغي للشخص أن يتكلمَّ في فنٍّ وليس له يدٌ فيه، فليت شعري هذا الذي قاله هل يردُّ كلامَ ابن بَطَّالٍ؟!