عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال
  
              

          ░89▒ (ص) بابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ، وَيَبْدَأُ الأَكْبَرُ بِالْكَلَامِ وَالسُّؤَالِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان إكرام الكبير، لِمَا روى الحاكم من حديث أبي هُرَيْرَة مرفوعًا: «مَن لم يرحم صغيرَنَا ويعرف حقَّ كبيرنا فليس منَّا» وأخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن عَمْرو، وذكر عبد الرَّزَّاق أنَّ في الحديث مِن تعظيم جلال الله أن يُوَقَّر ذو الشَّيْبَة في الإسلام.
          قوله: (وَيَبْدَأُ الْأَكْبَرُ بِالْكَلَامِ) لأنَّه مِن آداب الإسلام ومحاسن الأخلاق، ولكن ليس هذا / على العموم؛ لأنَّه إِنَّما يبدأ الأكبر به فيما إذا استوى فيه عِلْمُ الصغير والكبير، وإذا عَلِمَ الصغير ما يجهل الكبير فإنَّ الصغير يقدَّم حينئذٍ، ولا يكون هذا سوء أدبٍ ولا نقصَ في حقِّ الكبير.
          قوله: (وَالْسُّؤَالِ) أي: ويبدأ الأكبر أيضًا بالسؤال، وهذا أيضًا إذا استوى الكبير مع الصغير، وإذا كان الصغير أعلم يقدَّم على الكبير، وكان ابن عَبَّاسٍ ☻ يسأل وهو صبيٌّ وهناك مشيخةٌ.