عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ما قيل في ذي الوجهين
  
              

          ░52▒ (ص) باب مَا قِيلَ فِي ذِي الْوَجْهَيْنِ.
          (ش) / أي: هذا بابٌ في بيانِ ما قيل في حقِّ ذي الوجهين.
          و(ذو الوجهين) هو الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجه، كما يجيء عَن قريبٍ في حديث أبي هُرَيْرَة، وهذه هي المداهَنة المحرَّمة، وسُمِّي ذو الوجهين مداهِنًا لأنَّه يُظهِر لأهل المنكر أنَّهُ عنهم راضٍ، فيلقاهم بوجهٍ سَمْحٍ بالترحيب والبِشر، وكذلك يُظهِر لأهل الحقِّ ما أظهره لأهل المنكر، فيخلطه لكلتا الطائفتين، وإظهارُه الرضا بفعلهم استحقَّ اسم المداهنة، واستحقَّ الوعيد الشديد أيضًا، وَرُوِيَ عن أبي هُرَيْرَة ☺ عَن رسول الله صلعم [قال: «ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيهًا»، ورُوِيَ عن أنسٍ ☺ : أنَّهُ روى عَن رسول الله صلعم ] أنَّهُ قال: «مَن كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين مِن نارٍ يوم القيامة».