عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من أثنى على أخيه بما يعلم
  
              

          ░55▒ (ص) بابُ مَنْ أَثْنَى عَلَى أَخِيهِ بِمَا يَعْلَمُ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ جواز ثناء مَن أثنى على أخيه _أي: صاحبه_ بما يعلم فيه، ولكن بشرط ألَّا يُطريَ ولا يزيد على ما يعلم.
          (ص) وَقَالَ سَعْدٌ ☺ : مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ: «إنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» إِلَّا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ.
          (ش) أي: قال سعد بن أبي وَقَّاص.
          هذا التعليق قد مضى موصولًا في (مناقب عبد الله بن سلام) قيل: عبد الله بن سلام مِنَ المبشَّرين، فلا ينحصر في العشرة، وأجيب بأنَّ التخصيص بالعدد لا ينفي الزائد، أو المراد بالعشرة الذين بُشِّروا بها دفعةً واحدة، وإلَّا فالحسن والحسين وأمُّهما وأزواج النَّبِيِّ صلعم بالاتِّفاق مِن أهل الجنَّة، قيل: مفهوم التركيب أنَّهُ منحصرٌ في عبد الله فقط، وأجيب بأنَّ غايته أنَّ سعدًا لم يسمعه، أو لم يقل لأحدٍ غَيرِه حالَ المشي على الأرض.