عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب طيب الكلام
  
              

          ░34▒ (ص) بابُ طِيبِ الْكَلَامِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ ما يحصل مِنَ الخير بالكلام الطَّيِّب، وأصل (الطَّيِّب) ما يستلذُّه الحواس، ويختلف باختلاف متعلَّقه، وقال ابن بَطَّالٍ: طيب الكلام مِن جليل عملِ الخير؛ لقوله تعالى: {اِدْفَعُ بِالَّتِّي هِيَ أَحْسَنُ}[المؤمنون:96] والدفع قد يكون بالقول؛ كما يكون بالفعل.
          (ص) وقال أبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلعم : «الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ».
          (ش) هذا التعليق طرفٌ مِن حديثٍ أورده البُخَاريُّ موصولًا في (كتاب الصلح) وفي (كتاب الجهاد) ومضى الكلام فيه.
          وقال ابن بَطَّالٍ: وجه كونِ الكلمة الطَّيِّبة صدقةً أنَّ إعطاء المال يفرح به قلبُ الذي يُعطاه، ويُذهِب ما في قلبه، وكذلك الكلام الطَّيِّب، فأشبها مِن هذه الحيثيَّة.