عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول الرجل: جعلني الله فداك
  
              

          ░104▒ (ص) بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ قولِ الرجل لآخر: (جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ) هل يُباح ذلك أو يُكره؟ وقد جمع أبو بَكْر بن أبي عاصم الأخبار الدَّالَّة على الجواز، وجزم بجواز ذلك، فقال: للمرء أن يقول ذلك لسلطانه، ولكبيره، ولذوي العلم، ولِمَن أحبَّ مِن إخوانه، غير محظورٍ عليه ذلك، بل يُثاب عليه إذا قصد توقيرَه واستعطافه، ولو كان ذلك محظورًا لنهى النَّبِيُّ صلعم قائلَ ذلك.
          (ص) وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ☺ لِلنَّبِيِّ صلعم : فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا.
          (ش) قال بعضهم: هو طرفٌ مِن حديثٍ لأبي سعيدٍ ☺ ، تقدَّم موصولًا في (مناقب أبي بكرٍ ☺ ).
          [قُلْت: ليس كذلك، بل هذا تَتْويهٌ للطالب؛ لأنَّ الذي في (مناقب أبي بكر ☺ ) ] عن / بُسْر بن سعيدٍ عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ قال: خطب رسول الله صلعم الناسَ... الحديث، وليس فيه لفظ: فديناك بآبائنا وأمَّهاتنا، وإِنَّما هذه الألفاظُ في حديثٍ رواه عُبَيد بن حُنَين عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ في (باب هجرة النَّبِيِّ صلعم ) ولفظه: أنَّ رسول الله صلعم جلس على المنبر فقال: «إنَّ عبدًا خيَّره الله...» الحديث، وفيه لفظ: فديناك بآبائنا وأمَّهاتنا.