عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: لم يكن النبي فاحشا ولا متفحشا
  
              

          ░38▒ (ص) بابٌ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلعم فَاحِشًا وَلَا مُتَفحِّشًا.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذكَر فيه: لم يكن... إلى آخره.
          قوله: (فَاحِشًا) مِنَ الفُحش؛ وهو كلُّ ما خرج عن مقدارِه حَتَّى يُستَقبَح، ويدخل في القول والفعل والصفة، يقال: فلانٌ طويلٌ فاحشُ الطول؛ إذا أفرط في طوله، ولكنَّ استعماله في القول أكثر.
          قوله: (وَلَا مُتَفَحِّشًا) كذا في رواية الكُشْميهَنيِّ، وفي رواية الأكثرين: <ولا مُتفاحِشًا> و(المُتَفَحِّش) بالتشديد: الذي يتعمَّد ذلك ويُكثِر منه ويتكلَّفه؛ لأنَّ هذا الباب فيه التكلُّف؛ يعني: ليس فيه ذلك أصلًا، [لا ذاتيًّا ولا عَرَضيًّا، حاصله: لم يكن متكلِّمًا بالقبيح أصلًا]، وقال الداوديُّ: «الفاحش» الذي يقول الفحشَ، و«المتفحِّش» الذي يستعمل الفحش لِيُضحِك الناس، وقال الطَّبَريُّ: «الفاحش» بذيء اللسان. /