عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه
  
              

          ░29▒ (ص) بابُ إِثْمِ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان مَن لا يأمن جارُه بوائقَه؛ وهو جمع (بائقة) بالباء المُوَحَّدة والقاف، وهي الداهية، والشيء المهلِك، والأمر الشديد الذي يُؤاتِي بَغتةً، وقال قتادة: «بوائقه» ظلمه وغشمه، وقال الكسائيُّ: غوائله وشرُّه.
          (ص) {يُوبِقْهُنَّ}: يُهْلِكْهُنَّ، {مَوْبِقًا}: مَهْلِكًا.
          (ش) أشار بقوله: ({يُوبِقْهُنَّ}) إلى قوله تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا}[الشورى:34] قال أبو عُبَيدة: أي (يُهْلِكْهُنَّ) وأخذه عنه.
          وأشار بقوله: ({مَوْبِقًا}) إلى قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا}[الكهف:52] وفسَّره بقوله: (مَهْلِكًا) وهكذا فسَّره ابن عَبَّاسٍ، أخرجه ابن أبي حاتمٍ مِن طريق عليِّ بن أبي طلحة عنه.