عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الكبر
  
              

          ░61▒ (ص) بابُ الْكِبْرِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان ذمِّ الكِبْرِ؛ بكسر الكاف وسكون الباء المُوَحَّدة، والكِبر والتَّكبُّر والاستكبار متقاربٌ، و(الكِبر) هو الحالة الَّتي يتخصَّص بها الإنسان مِن إعجابه بنفسه، وذلك أن يرى نفسه أكبرَ مِن غيره، وأعظمُ ذلك أن يتكبَّر على ربِّه؛ بأن يمتنعَ مِن قبول الحقِّ والإذعان له بالتَّوحيد والطَّاعة.
          (ص) قَالَ مُجَاهِدٌ: {ثَانِيَ عِطْفِهِ}[الحج:9] مُسْتَكْبِرٌ فِي نَفْسِهِ، {عِطْفِهِ} رَقَبَتِهِ.
          (ش) أي: قال مجاهدٌ في قوله تعالى: ({ثَانِيَ عِطْفِهِ}) وفسَّر ({عِطْفِهِ}) بقوله: (رَقَبَتِهِ).
          وهذا التَّعليق وصله الفِرْيَابيُّ عن ورقاء عن ابن أبي نَجِيح عن مجاهدٍ قال في قوله تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ} قال: رقبته، وأخرج ابن أبي حاتم مِن طريق عليِّ بن أبي طلحة عن ابن عَبَّاسٍ في قوله: {ثَانِيَ عِطْفَهُ} قال: مستكبرٌ في نفسه، ومِن طريق السُّدِّيِّ: {ثَانِيَ عِطْفِهِ} أي: مُعرِض؛ مِنَ العظَمَة، وعن مجاهدٍ: أنَّها نزلت في النَّضر بن الحارث.