عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ما جاء في زعموا
  
              

          ░94▒ (ص) بابُ مَا جَاءَ فِي زَعَمُوا.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ ما جاء في قول: زعموا، والأصلُ في (زعم) أنَّهُ يقال في الأمر الذي لا يُوقَف على حقيقته، وقال ابن بَطَّالٍ: يقال: «زعم» إذا ذكر خبرًا لا يُدرَى أحقٌّ أم باطلٌ؟ وقد رُويَ في الحديث: «زعموا بئس الرجلُ» ومعناه: أنَّ مَن أكثَرَ الحديث بما لا يُعْلم صِدقه لم يُؤمَن عليه الكذب، وقال ابن الأثير: وإِنَّما يقال: «زعموا» في حديثٍ لا سند له ولا ثبت فيه، وإِنَّما يحكى عَنِ الألسن على سبيل البلاغ، وقال غيره: كثُرَ استعمال الزعم بمعنى القول، وقد أكثَرَ سيبويه في «كتابه» في أشياء يرتضيها: «زعم الخليل»، وقال ابن الأثير: و«الزَُّعم» بالضمِّ والفتح: قريبٌ مِنَ الظَّنِّ.