عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولًا أو جاهلًا
  
              

          ░74▒ (ص) بابُ مَنْ لَمْ يَرَ إِكْفَارَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا أَوْ جَاهِلًا.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ مَن لم يرَ إِكفارَ _بكسر الهمزة_ مَن قال ذلك؛ إشارةً إلى قوله في الترجمة السابقة: (مَن كَفَّر أخاه بغير تأويل) يعني: مَن قال ذلك القول حال كونه متأوِّلًا بأن ظنَّه كذا، أو قاله حالَ كونه جاهلًا بحكم ما قاله، أو بحال المقولِ فيه.
          (ص) وَقَالَ عُمَرُ ☺ لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم : «وَمَا يُدْرِيكَ؟! لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ».
          (ش) مطابقة هذا التعليق للترجمة ظاهرةٌ، وذلك أنَّ عمر ☺ إِنَّما قال لحاطبٍ: (إِنَّهُ مُنَافِقٌ) لأنَّه ظنَّ أنَّهُ صار منافقًا بسبب كتابه إلى المشركين، كما ذكرناه عَن قريبٍ.
          وهذا التعليق طرفٌ مِن حديث عليٍّ ☺ في قصَّة حاطبٍ قد تَقَدَّمَ موصولًا في (تفسير سورة الممتحنة).
          قوله: (إنَّهُ مُنَافِقٌ) رواية الكُشْميهَنيِّ، وفي رواية الأكثرين: <إنَّهُ نَافَقَ> بصيغة الفعل الماضي.
          قوله: (وَمَا يُدْرِيكَ؟!) أي: أيُّ شيءٍ جعلك داريًا بحال حاطب؟!