عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به
  
              

          3485- (ص) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْريِّ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الخُيَلَاءِ؛ خُسِفَ بِهِ، فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ».
          (ش) مطابقته للترجمة تُؤخَذ مِن لفظ الحديث؛ لأنَّ الرجلَ فيه مِنَ الأوائل، وهو يشمل بني إسرائيل وغيرهم، وقيل: هذا الرجلُ هو قارون، وهو مِن بني إسرائيل.
          و(بِشْرٌ) بكسر الباء المُوَحَّدة وسكون الشين المُعْجَمة، ابن مُحَمَّد، أبو مُحَمَّد السَّخْتيَانيُّ المَرْوَزِيُّ، وهو مِن أفراده، و(عَبْدُ اللهِ) هو ابن المبارك المَرْوَزِيُّ، و(يُونُسُ) هو ابن يزيد الأيليُّ، و(الزُّهْريُّ) مُحَمَّد بن مسلم، و(سَالِمٌ) هو ابن عبد الله بن عمر.
          والحديث أخرجه النَّسائيُّ في (الزينة) عن وهب بن بيان.
          قوله: (بَيْنَمَا) ظرفٌ مضافٌ إلى جملةٍ، فيحتاج إلى جوابٍ، وجوابه هو قوله: (خُسِفَ بِهِ).
          قوله: (مِنَ الخُيَلَاءِ) هو التكبُّر والتبختر مع الإعجاب.
          قوله: (يَتَجَلْجَلُ) أي: يتحرَّك في الأرض، والجلجلة: الحركة مع صوتٍ، وقال ابن دريد: كلُّ شيءٍ خلطْتَ بعضَه ببعضٍ؛ فقد جلجلتَه، وعن ابن فارسٍ: هو أن يسيخَ في الأرض مع اضطرابٍ شديد وتدافعٍ مِن شقٍّ إلى شقٍّ.
          (ص) تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْريِّ.
          (ش) أي: تابع يونُسَ عبدُ الرَّحْمَن بنُ خالدٍ في روايته عن مُحَمَّد بن مسلم الزُّهْريِّ، وعبدُ الرَّحْمَن هذا هو أبو خالدٍ الفهميُّ، مولى اللَّيث بن سعدٍ مِن فوقُ، روى عنه اللَّيثُ، وكان واليًا لهشامٍ على مصرَ سنة ثمان عشرةَ ومئةٍ، وعُزِلَ سنة تسعَ عشرةَ، وتوفِّي سنة سبعٍ وعشرين ومئةٍ، ووصل هذه المتابعةَ الذهليُّ في «الزُّهْريَّات» عن أبي صالحٍ عن اللَّيث، عن عبد الرَّحْمَن.