عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
  
              

          3477- (ص) حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلعم يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ‰ ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، فَأَدْمَوْهُ، وَهْوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ».
          (ش) مطابقته للترجمة في قوله: (نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ) والظاهر أنَّهُ مِن أنبياء بني إسرائيل، وقال النوويُّ: هذا النَّبِيُّ الذي حكى النَّبِيُّ صلعم ما جرى له مِنَ المتقدِّمين، وقال بعضهم: يحتمل أن يكون هو نوحٌ ◙ ، فإنَّ قومَه كانوا يبطِشون به، فيخنقونَه حَتَّى يُغشَى عليه، فإذا أفاق؛ قال: اللَّهمَّ اغفر لقومي، فَإِنَّهُم لا يعلمون.
          قُلْت: على قوله لا مطابقةَ بينه وبين الترجمة؛ فإنَّ الترجمةَ في بني إسرائيل، ونوحٌ ◙ قبل بني إسرائيل بمدَّةٍ متطاولةٍ، وقال القرطبيُّ: إنَّ النَّبِيَّ صلعم هو الحاكي والمحكي.
          قُلْت: هذا أيضًا نحوه.
          و(عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) شيخ البُخَاريِّ، يروي عن أبيه حفص بن غياث بن طَلْقٍ النَّخَعِيِّ الكوفيِّ قاضيها، وهو يروي عن سليمان الأَعْمَش عن شقيق بن سلمةَ، عن عبد الله بن مسعودٍ ☺ .
          والحديث أخرجه البُخَاريُّ أيضًا في (استتابة المرتدين)، وأخرجه مسلمٌ في (المغازي) عن مُحَمَّد ابن نُمَيرٍ، وعن أبي بَكْر ابن أبي شَيْبَةَ، وأخرجه ابن ماجه في (الفتن) عن ابن نُميرٍ به.