عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ذكر إدريس
  
              

          ░5▒ (ص) باب ذِكْرِ إِدْرِيسَ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان ذكر إدريس ◙ ، وقد سقط هذا البابُ في رواية أبي ذرٍّ.
          (ص) وَهُوَ جَدُّ أَبِي نُوحٍ، ويُقالُ: جَدُّ نُوحٍ ◙ .
          (ش) أي: إدريس (جَدُّ أَبِي نُوحٍ) ؛ لأنَّ نوحًا ابنُ لمَك بن مَتُّوشَلَخ بن خنوخ؛ وهو إدريس.
          قوله: (وَيُقالُ: جَدُّ نُوحٍ) هذا ليس بشيءٍ؛ لأنَّ جدَّ نوحٍ هو مَتُّوشَلَخ، اللهمَّ إلَّا إذا أُطلِقَ على جدِّ أبي نوحٍ بأنَّهُ جدُّ نوحٍ مجازًا، وهذا ليس بموجودٍ في غالب النُّسَخ.
          (ص) وقَوْلِ الله تعالى: {ورَفَعْنَاهُ مَكانًا عَلِيًّا}[مريم:57].
          (ش) (وَقَولِ اللهِ) مجرورٌ عطفًا على (ذكر إدريس) أي: وفي بيان ذكر قول الله تعالى: ({وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}) أي: رفعنا إدريسَ مكانًا عليًّا؛ وهو السماء الرابعة، واستشكل بعضُهم بأنَّ غيرَه مِنَ الأنبياء أرفعُ مكانًا منه، وهذا الاستشكالُ ليس بشيءٍ؛ لأنَّه لم يُذكَر أنَّهُ أعلى مِن كلِّ أحدٍ، وأجاب بعضُهم: بأنَّ المرادَ به أنَّهُ لم يُرفَع إلى السماء مَن هو حيٌّ غيرُه، ورُدَّ بأنَّ عيسى ◙ أيضًا قد رُفِعَ وهو حيٌّ؟
          قُلْت: هذا الردُّ موجَّهٌ على القول الصحيح بأنَّه رُفِع وهو حيٌّ، وأَمَّا على قول مَن يأخذُ بظاهر قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}[آل عِمْرَان:55]؛ لا يرِدُ الردُّ المذكور.