عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين}
  
              

          ░19▒ (ص) باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}[يوسف:7].
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان تفسير قوله تعالى: ({لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ}[يوسف:7]).
          و(يُوسُفُ) فيه ستَّةُ أوجهٍ: ضمُّ السين، وكسرها، وفتحها، مع الهمز وتركه، واختلفوا فيه؛ هل هو أعجميٌّ أو عربيٌّ؟ فالأكثرون على أنَّهُ أعجميٌّ؛ ولهذا لم ينصرفْ، وقيل: عربيٌّ مأخوذ مِنَ الأسَف؛ وهو الحزن، أو الأسيف؛ وهو العبد، وقد اجتمعا في يوسف ◙ ؛ فسُمِّيَ به، وقال مُقاتِل: ذكر الله يوسف في القرآن في سبعةٍ وعشرين موضعًا.
          قوله: ({وَإِخْوَتِهِ}) أي: في خبرهم.
          قوله: ({آيَاتٌ}) أي: لَعِبَرٌ، قوله: ({لِلسَّائِلِينَ}) قيل: اليهود، وقيل: آياتٌ؛ أي: علاماتٌ ودلائلُ على قدرة الله تعالى وحكمته في كلِّ شيءٍ، {لِلسَّائِلِينَ} يعني: لمَن سأل عن قصَّتهم، وقيل: آياتٌ على نبوَّة مُحَمَّد صلعم للذين سألوه مِنَ اليهود عنها، فأخبرهم بالصحَّة مِن غير سماعٍ مِن أحدٍ، ولا قراءة كتابٍ، قال الزَّمَخْشَريُّ: وقُرِئَ: {آيَةٌ}، وفي بعض المصاحف: {عِبْرة}.
          وأَمَّا أسماء إخوة يوسف؛ فرُوْبِيل _بِضَمِّ الراء، وسكون الواو، وكسر الباء المُوَحَّدة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره لامٌ، وهو أكبرُهم_ وشمعون، ولاوي، ويهوذا، ورَيالون، ويسخَر _ويقال: أساخر، وأمُّهم ليَا بنت لابان، وهو خال يعقوب_ وداني، ونفتالي، وجاد، وآشر، وهؤلاء مِن سرِّيَّتَين، ثُمَّ تُوُفِّيَت لَيَا، فتزوَّج يعقوبُ أختَها راحيل، فولدت له يوسفَ وبنيامين، فالكلُّ اثنا عَشَر نفرًا.