عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث الغار
  
              

          ░53▒ (ص) حَدِيثُ الغَارِ.
          (ش) أي: هذا بيانُ حديثِ الغارِ الذي أوى إليه ثلاثةُ نفرٍ ممَّن كانوا قبلنا، قيل: وجه المناسبة في ذكر حديثِ الغار عقيبَ (حديث أبرص وأقرع وأعمى) هو أنَّهُ ورد أنَّ (الرقيم) المذكور في قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ}[الكهف:9] هو الغار الذي أوى إليه الثلاثةُ المذكورون، وذلك فيما رواه البَزَّار والطبرانيُّ بإسنادٍ حسنٍ عنِ النعمان بن بشير: أنَّهُ سمع النَّبِيَّ صلعم يذكر الرقيم، قال: «انطلق ثلاثةٌ، فكانوا في كهفٍ، فوقع الجبلُ على باب الكهف، فأوصد عليهم..» الحديث.
          قُلْت: يحتمل أنَّهُ ذكر هذا عقيبَ ذاك؛ لأنَّ هؤلاء الثلاثةَ كانوا في زمن بني إسرائيل، يدلُّ عليه ما رواه الطبرانيُّ عن عُقْبَة بن عامر: (أنَّ ثلاثة نفرٍ من بني إسرائيل...) الحديث، ذكره في «الدعاء».