-
خطبة الشارح
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
أبواب صفة الصلاة
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب التطوع
-
كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
أبواب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
أبواب صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
أبواب المحصر
-
باب جزاء الصيد
-
باب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
كتاب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
باب خلق آدم صلوات الله وسلامه عليه وذريته
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
باب: الأرواح جنود مجندة
-
باب قول الله ╡ : {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب: {وإن إلياس لمن المرسلين*إذ قال لقومه ألا تتقون}
-
باب ذكر إدريس
-
باب قول الله تعالى:{وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله}
-
باب قول الله عزوجل: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر}
-
باب قصة يأجوج ومأجوج
-
باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلًا}
-
باب: {يزفون}: النسلان في المشي
-
باب قول الله ╡ : {ونبئهم عن ضيف إبراهيم}
-
باب قوله ╡ : {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}
-
باب قصة إسحاق بن إبراهيم ♂
-
باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب} إلى قوله: {ونحن له مسلمون}
-
باب: {ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون}
-
باب {فلما جاء آل لوط المرسلون،قال إنكم قوم منكرون}
-
باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا}
-
باب {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت}
-
باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين}
-
باب قول الله ╡ : {وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب موسى}
-
باب قول الله ╡ : {وهل أتاك حديث موسى,إذ رأى نارًا}
-
باب: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه}
-
باب قول الله ╡ : {وهل أتاك حديث موسى}
-
باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشر}
-
باب طوفان من السيل
-
باب حديث الخضر مع موسى ♂
-
باب
-
باب {يعكفون على أصنام لهم}
-
باب {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً}
-
باب وفاة موسى وذكره بعد
-
باب قول الله تعالى{وضرب الله مثلًا للذين آمنوا امرأة فرعون}
-
باب{إن قارون كان من قوم موسى} الآية
-
باب قول الله تعالى:{وإلى مدين أخاهم شعيبًا}
-
باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين}
-
باب {واسألهم عن القرية}
-
باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبورًا}
-
باب: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود
-
باب: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله}
-
باب {واضرب لهم مثلًا أصحاب القرية} الآية
-
باب قول الله تعالى: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت}
-
باب
-
باب قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة يا مريم}
-
باب قوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}
-
باب نزول عيسى ابن مريم ♂
-
باب ما ذكر عن بني إسرائيل
-
حديث أبرص وأقرع وأعمى في بنى إسرائيل
-
باب {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم}
-
حديث الغار
-
باب
-
باب خلق آدم صلوات الله وسلامه عليه وذريته
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب العدة
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان والنذور
-
كتاب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░1م▒ (ص) باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة:30].
(ش) أي: هذا بابٌ في بيان قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ...} إلى آخره؛ يعني: اذكر يا مُحَمَّدُ حين ({قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ...}) الآية، أخبر اللهُ تعالى بامتنانه على بني آدمَ بتنويهه بذكرهم في الملأ الأعلى قبل إيجادهم بقوله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ}، وحكى ابن جرير عن أبي عُبيدة: أنَّهُ زعم أنَّ (إذ) ههنا زائدةٌ، وأنَّ تقديرَ الكلام: وقال ربُّك، وردَّ عليه ابن جريرٍ، قال القرطبيُّ: وكذا ردَّه جميعُ المفسِّرين، حَتَّى قال الزَّجَّاج: هذا اجتراءٌ مِن أبي عبيدةَ.
قوله: ({إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}) أي: قومًا يخلفُ بعضُهم بعضًا، قرنًا بعد قرنٍ، وجيلًا بعد جيلٍ؛ كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الأَرْضِ}[الأنعام:165] قال أكثر المفسِّرين: وليس المرادَ هنا بالخليفة آدمُ ◙ فقط، كما قاله طائفة؛ إذ لو كان المرادَ آدمُ عَينًا؛ لمَا حسُنَ قولُ الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}[البقرة:30].
قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} ليس على وجه الاعتراض، ولا على وجه الحسَد، وإِنَّما هو سؤالُ استعلامٍ واستكشافٍ عن الحكمة في ذلك، مع أنَّ فيهم مَن يفسد في الأرض، ويسفك الدماء، فإن كان المرادَ عبادتُك؛ فنحن نسبِّح بحمدك، ونقدِّس لك؛ أي: نصلِّي، ولا يصدرُ منَّا شيءٌ خلافَ ذلك، فقال الله في جوابهم: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة:30] أي: إنِّي أعلم بالمصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها، فإنِّي سأجعل فيهم الأنبياءَ والرسلَ، ويوجد فيهم الصِّدِّيقون، والشُّهداءُ، والصَّالحون، والعُبَّادُ، والزُّهَّادُ، والأولياءُ، والأبرارُ المقرَّبون، والعلماءُ العامِلون، والخاشِعون، والمتَّبعون رسلَه، وفي هذا المقامِ مقالٌ كثيرٌ ليس هذا الكتابَ موضعُه، وإِنَّما ذكرنا نُبذةً منه؛ لأجل الترجمة.
(ص) قال ابنُ عَبَّاس: {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}[الطارق:4] إلَّا عليْها حافِظٌ.
(ش) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}[الطارق:4]، ثُمَّ فسَّر بأنَّ {لمَّا} هنا بمعنى: (إِلَّا) التي هي حرف الاستثناء، واختلف القُرَّاءُ في تشديد {لمَّا} وتخفيفه؛ فقرأ ابن عامر [وعاصم] وحمزة والكسائيُّ بالتشديد؛ على أن تكون {إنْ} نافية، وتكون {لمَّا} بمعنى: (إلَّا)، وهي لغة هذيلٍ، يقولون: نشدتُكَ الله لمَّا قمتَ؛ يَعْنون: إلَّا قمتَ؛ والمعنى: ما نفسٌ إلَّا عليها حافظٌ مِن ربِّها، والباقون قرؤوا بالتخفيف؛ جعلوا (ما) صلةً، و{إنْ} مُخَفَّفَة مِنَ المثقَّلة؛ أي: إنَّ كلَّ نفسٍ لَعَلَيها حافظٌ مِن ربِّها، يحفظُ عملَها، ويُحصِي عليها ما تكسِبُ مِن خيرٍ أو شرٍّ، وعن ابن عَبَّاس: / همُ الحفظةُ مِنَ الملائكة، وقال قتادة: هم حفظةٌ يحفظون عملكَ ورزقك وأجَلَك، وقيل: هو الله رقيبٌ عليها.
(ص) {في كَبَدٍ} فِي شِدَّةِ خَلْقٍ.
(ش) أشار به إلى ما في قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}[البلد:4]، ثُمَّ فسَّر (الكَبَد) بقوله: (فِي شِدَّةِ خَلْقٍ)، وهكذا رواه ابن عُيَينة في «تفسيره»، وأخرجه الحاكم في «مستدرَكِه».
(ص) ورِياشًا: المالُ، وقال غَيْرُهُ: الرِّيَاشُ والرِّيشُ واحِدٌ؛ وهُوَ ما ظَهَرَ مِنَ اللِّبَاسِ.
(ش) أشار به إلى ما في قوله تعالى: {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا}[الأعراف:36]، وفسَّر (الرِّياش) بـ(المَالِ)، هو قولُ ابن عَبَّاس، رواه ابن أبي حاتم مِن طريق عليِّ بن أبي طلحة عنه.
قوله: (وقال غَيْرُهُ) أي: غيرُ ابن عَبَّاس... إلى آخره، قولُ أبي عبيدة، وقيل: (الرِّيشُ) الجمال والهيئة، وقيل: المعاش.
(ص) {ما تُمْنُونَ} النُّطُفَةُ في أرْحَامِ النِساءِ.
(ش) أشار به إلى ما في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ}[الواقعة:58]، ثُمَّ فسَّره بقوله: (النُّطُفَةُ في أرْحَامِ النِّساءِ)، وهذا قول الفَرَّاء، ويقال: مَنَى الرجلُ وأمْنَى.
(ص) وقال مُجَاهِدٌ: {إنَّهُ علَى رَجْعِهِ لَقادِرٌ}[الطارق:8]: النُّطْفَةُ في الإحْلِيلِ.
(ش) يعني: قادرٌ على رجع النُّطْفَة إلى الإحْلِيلِ، وهذا التعليقُ وصله ابنُ جريرٍ مِن حديث ابن أبي نَجِيح عن عبد الله بن أبي بكر، عن مجاهد، وفي لفظٍ: (الماء) بدل (النطفة)، وفي رواية: <إن شئتُ رددتُه مِنَ الكِبَر إلى الشباب، ومِنَ الصِّبا إلى القطيعة>، وقال ابن زيد: إنَّهُ على حبس ذلك الماء لَقادِرٌ، وعن قتادة: معناه: إنَّ اللهَ قادرٌ على بعثه وإعادته.
(ص) {كلِّ شَيْءٍ} خَلَقَهُ؛ فَهْوَ شَفْعٌ، السَّماءُ شَفْعٌ، والوِتْرُ اللهُ ╡ .
(ش) أشار به إلى ما في قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}[الذاريات:49] أي: كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ الله تعالى؛ فَهُوَ شَفْعٌ.
قوله: (السَّماءُ شَفْعٌ) معناه: أنَّهُ شفعٌ للأرض؛ كما أنَّ الحارَّ شفعٌ للبارد مثلًا، وبهذا يندفع وهمُ مَن يتوهَّم أنَّ السماواتِ سبعٌ، فكيف يقول: شَفعٌ؟ وهذا الذي قاله هو قول مجاهد، وصله الطَّبَريُّ، ولفظُه؛: (كلُّ خلقٍ خلقَه الله شفعٌ؛ السماءُ والأرضُ، والبحرُ والبرُّ، والجنُّ والإنسُ، والشمسُ والقمرُ، ونحو هذا شفعٌ، والوترُ اللهُ وحدَه).
(ص) {أحْسَنِ تَقْوِيمٍ} في أحْسَنِ خَلْقٍ.
(ش) أشار به إلى ما في قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين:4]، ثُمَّ فسَّره بقوله: (في أحْسَنِ خَلْقٍ)، وقيل: أحسن تعديلٍ لشكله وصورته وتسوية الأعضاء، وقيل: {في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} في أعدل قامةٍ وأحسن صورةٍ، وذلك أنَّهُ خلق كلَّ شيءٍ مُنكَّسًا على وجهه إلَّا الإنسانَ، وقال أبو بَكْر بن الطاهر: مُزيَّنًا بالعقل، مؤدَّبًا بالأمر، مهذَّبًا بالتمييز، مديدَ القامة، يتناول مأكولَه بيمينِه.
(ص) {أسْفَلَ سافِلِينَ} إلَّا مَنْ آمَنَ.
(ش) أشار به إلى ما في قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}[التين:5-6] معناه: أنَّ الإنسانَ تكون عاقبةُ أمره إذا لم يشكر نعمةَ تلك الخلقةِ الحسنة القويمة السويَّة أنْ رددناه أسفلَ من سَفل خَلقًا وتركيبًا؛ يعني: أقبح مَن قبُح صورةً، وأشوهه خلقةً، وهم أصحاب النار؛ فعلى هذا التَّفسير الاستثناءُ _وهو قوله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}[التين:6]_ متَّصلٌ ظاهرُ الاتصال، وقيل: السَّافلون الضَّعفى والهَرمَى والزَّمنَى؛ لأنَّ ذاك التقويمَ يزولُ عنهم، وتتبدَّل خلقتهم، فعلى هذا الاستثناءُ منقطعٌ؛ فالمعنى: لكنَّ الذين كانوا صالحينَ مِنَ الهَرْمى {فَلَهُمْ أَجْرٌ} دائمٌ {غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي: غير مقطوعٍ على طاعتهم وصبرهم على ابتلاء الله بالشيخوخة والهَرَم، وعلى مقاساة المشاقِّ والقيام بالعبادة، فيُكتَب لهم في حال هَرَمهم وخَرَفهم مثلُ الذي كانوا يعملون في حال شبابِهم وصحَّتهم.
(ص) {خُسْرٍ} ضَلَالٌ، ثُمَّ اسْتَثْنى {إلَّا مَنْ آمَنَ}.
(ش) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}[العصر:2]، ثُمَّ فسَّر (الخُسْرَ) بـ(الضَّلال)، ثُمَّ استثنى اللهُ تعالى مِن أهل الخُسْر {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[العصر:3].
(ص) {لَازِبٍ} لازِمٌ.
(ش) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ}[الصافات:11] أي: (لازِم)، وهكذا رُوِي عنِ ابن عَبَّاس مِن طريق عليِّ بن أبي طلحة عنه.
(ص) {نُنْشِئَكُمْ} فِي أيِّ خَلْقٍ / نَشَاءُ.
(ش) أشار بهذا إلى قوله تعالى: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الواقعة:61]، ثُمَّ فسَّر ذلك بقوله: (فِي أيِّ خَلْقٍ نَشَاءُ).
(ص) {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}: نُعَظِّمُكَ.
(ش) أشار به إلى ما في قوله تعالى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}[البقرة:30]، ثُمَّ فسَّر ذلك بقوله: (نُعَظِّمُكَ)، وكذا رُويَ عن مجاهدٍ.
(ص) وقال أبُو العالِيَةِ: {فتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}[البقرة:37] فَهْوَ قولُه: {رَبَّنا ظلَمْنا أنْفُسَنا}[الأعراف:23].
(ش) (أبُو العالِيَةِ) اسمُه رُفَيع بن مِهْرَان الرِّياحيُّ، أدرك الجاهليَّةَ، وأسلم بعد موت النَّبِيِّ صلعم بسنتينِ، ودخل على أبي بكر الصدِّيق، وصلَّى خلف عُمَر بن الخَطَّاب، وروى عن جماعةٍ مِنَ الصحابة ♥ ، وقد فسَّر أبو العالية (الكلماتِ) في قوله تعالى: ({فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}) [البقرة:37] بقوله تعالى: ({رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ}[الأعراف:23]، ورُويَ ذلك أيضًا عن مجاهدٍ، وسعيد بن جبير، والحسن البِصْريِّ، والربيع بن أنس، وقتادة، ومُحَمَّد بن كعب القُرظيِّ، وخالد بن مَعْدان، وعطاء الخراسانيِّ، وعبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم، وقال أبو إسحاق السَّبِيعيُّ عن رجلٍ مِن بني تميمٍ قال: أتيتُ ابنَ عَبَّاس، فسألتُه: ما الكلماتُ التي تلقَّى آدمُ ◙ مِن ربَّه؟ قال: علَّم آدمَ شأنَ الحجِّ.
(ص) {فأزَلَّهُمَا}: فاسْتَزَلَّهُمَا.
(ش) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}[البقرة:38]، ثُمَّ فسَّره بقوله: (فاسْتَزَلَّهُمَا) أي: دعاهما إلى الزِّلَّة، وفي «تفسير ابن كثير»: يصحُّ أن يكون الضميرُ عائدًا إلى الجنَّة؛ فيكون المعنى كما قرأ حمزة وعاصم: {فأزالهما} أي: نحَّاهما، ويصحُّ أن يكون عائدًا على أقربِ المذكورَين؛ وهو الشجرةُ، فيكون المعنى كما قال الحسن وقتادة: فأزلَّهما؛ أي: مِن قَبْل الزَّلَل؛ فيكون تقديرُ الكلام: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} أي: بسببها.
(ص) وَ{يَتَسَنَّهُ} يَتَغَيَّرْ، {آسِنٌ} مُتَغَيِّرٌ، والمَسْنُونُ: المُتَغَيِّرُ.
(ش) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}[البقرة:259] أي: لم يتغيَّر، وأشار بقوله: (آسِنٌ) إلى ما في قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}[مُحَمَّد:15] أي: غير (مُتَغَيِّر)، وأشار بقوله: (وَالمَسْنُونُ) إلى ما في قوله تعالى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}[الحجر:26] أي: مِن طينٍ متغيِّرٍ، وكلُّ هذه مِن مادَّةٍ واحدةٍ.
وقال الكَرْمَانِيُّ: فَإِنْ قُلْتَ: ما وجهُ تعلُّقِه بقصَّة آدمَ ◙ ؟ قُلْت: ذُكِر بتبعيَّة «المسنون»؛ لأنَّه قد يقال باشتقاقه منه، انتهى.
قُلْت: الداعي إلى هذا السؤال والجواب هو أنَّ جميعَ ما ذكره مِنَ الألفاظ مِن أَوَّل الباب إلى الحديث الذي يأتي مُتعلِّقٌ بآدمَ وأحواله، غيرَ قوله: ({يَتَسَنَّهُ})، فَإِنَّهُ متعلِّقٌ بقصَّة عُزَير ◙ ، وغيرَ قوله: (آسِنٌ) فَإِنَّهُ متعلِّقٌ بـ(الماء) ؛ فلذلك سأل وأجاب، ومع هذا قال: وأمثالُ هذه تكبيرٌ لحجم الكتاب، لا تكثيرٌ للفوائد، واللهُ أعلمُ بمقصوده.
قُلْت: لا يخلو عن زيادة فائدةٍ، ولكنَّ كتابَه موضوعٌ لبيان الأحاديث، لا لبيان اللُّغات لألفاظ القرآن.
(ص) {حَمإٍ} جَمْعُ حَمْأَةٍ؛ وهْوَ الطِّينُ المُتَغَيِّرُ.
(ش) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}[الحجر:26] وقال: (الحَمَأُ) (جَمْعُ حَمْأَةٍ)، ثُمَّ فسَّره بقوله: (وهْوَ الطِّينُ المُتَغَيِّرُ)، وكذا فسَّره أبو عُبيدة.
(ص) {يَخْصِفَانِ} أخَذَا الخِصَافَ مِنْ ورَقِ الجَنَّةِ، يُؤلِّفَانِ الوَرَقَ، ويَخْصِفَانِ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ.
(ش) أشار به إلى ما في قوله تعالى: {فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ}[طه:121]، ثُمَّ فسَّر (يَخْصِفَانِ) بقوله: (أخَذَا) أي: آدمُ وحوَّاءُ ♂ ، (الخِصَافَ) وهو بكسر الخاء المُعْجَمة وتخفيف الصاد المُهْمَلة، جمع (خَصَفة) بالتحريك؛ وهي الحُلَّة التي تُعمَل مِنَ الخوص للتمر، ويُجْمَع على (خَصَف) أيضًا بفتحتين.
قوله: (يُؤلِّفَانِ الوَرَقَ) أي: وَرَق الشجرة، و(يَخْصِفَانِ) يعني: يُلزِقان بعضَه ببعضٍ؛ ليستُرا به عورتَهما؛ وكذلك الاختصاف، ومنه قرأ الحسن: {يَخِصِّفان} بالتشديد؛ إلَّا أنَّهُ أدغمَ التاءَ في الصاد، وعن مجاهدٍ في تفسير قوله: {يَخْصِفَانِ} أي: يَرْقعان كهيئة الثوب، وتقول العربُ: خصفتُ النَّعلَ؛ أي: خرزتُها.
(ص) {سَوْآتُهما} كِنَايَةٌ عنْ فَرْجِهِمَا.
(ش) أشار بهذا إلى قوله تعالى: {بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا}[طه:121] / ، ثُمَّ فسَّر (السَّوءَةَ) بأنَّه كنايةٌ عن الفَرْج، وكذا فسَّره أبو عُبيدة، و(فَرْجِهِمَا) بالإفراد، ويُروَى: <فرجَيهِما> بالتثنية، والضميرُ يرجع إلى آدمَ وحوَّاءَ.
(ص) {ومتاعٌ إلى حِينٍ} هَهُنا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، والحِينُ عِنْدَ العَرَبِ: مِنْ ساعَةٍ إلى ما لا يُحْصَى عَددُهُ.
(ش) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}[البقرة:36]، ثُمَّ فسَّر (الحِينَ) بأنَّه (إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ)، وكذا رواه الطَّبَريُّ بإسناده عن ابن عَبَّاس، وأشار بقوله: (والحِينُ عِنْدَ العَرَبِ...) إلى آخره: إلى أنَّ لفظَ (الحِين) يُستَعمَل لمعانٍ كثيرةٍ، والحاصلُ أنَّ (الحين) في الأصل بمعنى: الوقت، ثمَّ استُعْمِلَ.
(ص) {قَبِيلُهُ} جِيلُهُ الَّذِي هُوَ مِنْهُمْ.
(ش) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: {إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ}[الأعراف:27]، ثُمَّ فسَّر (قَبِيلُهُ) أي: قبيل الشيطان بأنَّه (جِيلُهُ) بكسر الجيم؛ أي: جماعته الذين هو _أي: الشيطان_ منهم، وروى الطَّبَريُّ عن مجاهدٍ في قوله: {وَقَبِيلُهُ} قال: الجنُّ والشياطين.