عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه}
  
              

          ░3م▒ (ص) باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكر (سورة نوح) ◙ ؛ وهي اثنتان وعشرون آيةً، ومئتان وأربعٌ وعشرون كلمةً، وتسع مئةٍ وتسعون حرفًا، وهذه الترجمة وقعت هكذا بعد قوله: (باب قول الله ╡ : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}[نوح:1])، وهي رواية الأكثرين، ولم يقع في رواية أبي ذرٍّ إلَّا <بابُ قول الله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}[هود:52] >.
          قوله: ({أَنْ أَنْذِرْ}) أي: بأن أنذر، حذف الجارَّ؛ والمعنى: إنَّا أرسلنا نوحًا إلى قومه بأن قلنا له: أنذِر؛ أي: أرسلناه بالأمر بالإنذار، ويجوز أن تكون (أن) مفسِّرةً؛ لأنَّ الإرسالَ فيه معنى القول.
          قوله: ({مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ}) قيل: عذاب الآخرة، وقيل: عذاب الطوفان والغرق، وإِنَّما قال... إلى آخر السورة، إشارةً إلى أنَّ هذه السورةَ كلَّها في قصَّة نوحٍ مع قومه.
          (ص) {واتْلُ علَيْهِمْ نَبأ نُوحٍ إذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إنْ كانَ كَبُرَ علَيْكُمْ مَقامِي وتَذْكِيرِي بِآياتِ الله} إلى قوله: {مِنَ المُسْلِمِينَ}[يونس:72].
          (ش) هذه الآيةُ ليست بموجودةٍ في الكتاب عند أكثر الرُّواة، وتمامُ الآية هو قولُه تعالى: {فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ}.