نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من نحر بيده

          ░117▒ (بابُ مَنْ نَحَرَ بِيَدِهِ) ولم يُفَوِّضْه إلى غيره. وهذا الباب بهذه التَّرجمة لم يثبت إلَّا في رواية أبي ذرٍّ عن المُسْتملي، ولهذا لا يوجد في أكثر النُّسخ.
          وفي نسخة الصَّنعاني بعد التَّرجمة: حديث سهل بن بكَّار عن وُهَيْب، فاكتفى بالإشارة.
           1712- (حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ) بفتح الموحدة وتشديد الكاف، أبو بشر الدَّارمي، وقد مرَّ باب خرص الثَّمر [خ¦1481]، قال: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ) بضم الواو وفتح الهاء، مصغر وهب (عَنْ أَيُّوبَ) السَّختياني (عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ) بكسر القاف، عبد الله بن زيد الجَرْمي (عَنْ أَنَسٍ) هو: ابن مالك ☺.
          (وَذَكَرَ الحَدِيثَ) الذي يأتي بتمامه بعدَ بابٍ إن شاء الله تعالى بهذا السَّند بعينه، فاللام في لفظ الحديث للعهد (قَالَ) أي: أنس ☺ (وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلعم بِيَدِهِ) الكريمة (سَبْعَ بُدْنٍ) بضم الباء جمع: بَدَنَة، ويروى: <سبعة بدن>.
          وقال التَّيمي: أراد الأبعرة من البدن، فلذلك ألحق الهاء بالسبعة حال كونهن (قِيَاماً) والمسوَّغ لوقوع الحال من النَّكرة مع تأخُّرها عنها / تخصص النكرة بالإضافة (وَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ) قال ابن التِّين: صوابه بكبشين. وقال صاحب «التَّوضيح» ابن الملقن: وكذا هو في أصل ابن بطَّال.
          (أَمْلَحَيْنِ) يخالط بياضهما أدنى سواد (أَقْرَنَيْنِ) أي: كبيري القرنين (مُخْتَصَراً) أي: رواه الرَّاوي مختصراً، وسيأتي بتمامه إن شاء الله تعالى [خ¦1714].
          ومطابقته للتَّرجمة ظاهرة، ففي الحديث نحر الهدي بيده وهو أفضل إذا أحسن النَّحر وكذا الذَّبح، وفيه أيضاً نحره قائمة، وبه قال الشَّافعي وأحمد وأبو ثور. وقال أبو حنيفة والثَّوري: تنحر باركة وقائمة. واستحب عطاء أن ينحرها باركة معقولة.
          وروى ابن أبي شيبة عن عطاء: إن شاء قائمة، وإن شاء باركة. وعن الحسن: باركة أهون عليها. وعن ابن الزُّبير إنَّه كان ينحرُها وهي قائمة معقولة.
          وفي «سنن أبي داود» من حديث أبي الزُّبير، عن جابر ☺: ((أنَّه صلعم وأصحابه ♥ كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها)).
          قال أبو الزُّبير: وأخبرني عبد الرَّحمن بن ساباط مرسلاً أنَّه صلعم وأصحابه، الحديث. وفي الحديث الأضحية، وسيأتي الكلام فيها، إن شاء الله تعالى.
          ورجال الإسناد كلُّهم بصريُّون. وقد أخرج متنه المؤلِّف في الحج في مواضع [خ¦1546]، وفي الجهاد أيضاً [خ¦2951]، وأخرجه مسلم في الصَّلاة، وكذا النَّسائي، وأخرج أبو داود بعضه في الحجِّ، وبعضه في الأضاحي.