نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ركوب البدن

          ░103▒ (باب) جواز (رُكُوبِ الْبُدْنِ) بضم الموحدة وسكون الدال، ويجوز ضمُّها أيضاً وهي الإبل والبقر.
          وعن عطاء فيما رواه ابن أبي شيبة في «مصنَّفه» البَدَنة: البعير والبقرة، وعن مجاهد لا يكون البُدن إلَّا من الإبل، وكثر استعمالها فيما كان هدياً، وعن بعضهم البَدَنة: ما يهدى من الإبل والبقر والغنم، وهو غريبٌ.
          (لِقَوْلِهِ) تعالى (▬وَالْبُدْنُ↨) جمع: بَدَنَة، كخُشب وخَشَبة، وأصله الضمُّ كثُمر في جمع ثمرة، وبه قرأ الحسن في الشَّواذ.
          وعن ابن أبي إسحاق: بضمتين وتشديد النُّون على لفظ الوقف والقراءة المتواترة بالنَّصب على طريقة الإضمار على شريطة التَّفسير، وقُرِئَ في الشَّواذ: بالرَّفع، كقوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ} الآية [يس:39].
          وإنَّما سمِّيت به الإبل لعظم بدنها، مأخوذةٌ من بدن بدانة، ولا يلزم من مشاركة البقر لها في إجزائها عن سبعة بقوله ◙: ((البَدَنَة عن سبعةٍ، والبقرة عن سبعةٍ)) تناول اسم البُدنة لها / لغةً، وإنَّما تتناولها شرعاً عند أبي حنيفة وأصحابه، ولا تتناولها شرعاً أيضاً عند الشَّافعي.
          ({جَعَلْنَاهَا لَكُمْ}) مفسر لجعلْنا المقدَّر النَّاصب لقوله: والبُدن، ومَن رفعه جعله مبتدأ، وجعل قوله: (جعلناها لكم) خبراً ({مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [الحج:32]) أي: من أعلام دينه الَّتي شرَّعها وأضافها إلى اسمه تعالى تعظيماً لها ({لَكُمْ فِيهَا}) أي: في البدن ({خَيْرٌ} [الحج:36]) منافع دينيَّة ودنيويَّة، كقوله تعالى: {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} الآية [غافر:80]، ومن شأن الحاجِّ أن يحرص على شيء فيه خير ومنافع بشهادة الله تعالى.
          وفي ((تفسير النَّسفي)): من احتاج إلى ظهرها ركب، ومن احتاج إلى لبنها شَرب، وروى ابن أبي حاتم وغيرُه بإسنادٍ جيِّد عن إبراهيم النَّخَعيِّ: لكم فيها خيرٌ: من شاء ركب، ومن شاء حَلَب، ومن هذا تُطابقُ الآيةُ التَّرجمة.
          وعن بعض السَّلف: أنَّه لم يملك إلَّا تسعة دنانير، فاشترى بها بَدَنَة، فقيل له في ذلك، فقال: سمعت ربِّي يقول: {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ}، وعن ابن عبَّاس ☻ : دُنيا وآخرة.
          ({فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا}) عن ابن عبَّاس ☻ : ذكر اسم الله عليها أن يقول عند النَّحر: الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر، اللَّهمَّ منك وإليك ({صَوَافَّ}) قائماتٌ قد صففن أيديهنَّ وأرجلهنَّ، وقيل: أي: قياماً على ثلاث قوائم قد صَفَّتْ رِجْلَيها وإحدى يَديها، ويدُها اليُسرى معقولة.
          وقُرئ: (▬صوافن↨) من صفون الفرس، وهو أن يقوم على ثلاث، ويَنْصِب الرَّابعة على طرف سنبكه (1) ؛ لأنَّ البَدَنَة تعقل إحدى يديها فتقوم على ثلاث.
          وقُرئ: (▬صوافي↨) أي: خوالص لوجه الله تعالى، وعن عمرو بن عبيد (▬صوافاً↨) بالتنوين، عوضاً عن حرف الإطلاق عند الوقف، وعن بعضهم: ((صوافْ))، نحو مثل العرب أعط القوس باريْها، بسكون الياء.
          ({فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}) سقطت على الأرض، وهو كنايةٌ عن الموت. قال الزَّمخشري: وجُوبُ الجُنوب وقوعُها على الأرض، من وَجَبَ الحائطُ وجوباً إذا سقط، ووجبت الشَّمس وَجْبَةً غربت، والمعنى: فإذا وجبت جنوبها وسكنت نسائسها؛ أي: نفوسُها، حَلَّ لكم الأكلُ منها والإطعامُ، كما قال تعالى: ({فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ}) الرَّاضي بما عنده، وبما يعطي من غير مسألةٍ، من قَنَعْتُ قَنْعاً وقناعةً.
          ويؤيِّده: أنَّه قُرئ ▬القَنِع↨ أو السَّائل: من قَنَعْتُ إليه قنوعاً، إذا خضعت له في السُّؤال. /
          ({وَالْمُعْتَرَّ}) أي: المعترض بالسُّؤال، أو المتعرض بغير سؤال، وقُرئ: (▬والمعتري↨) (2)، يقال: عرَّه وعَراه واعْتَره واعْتَراه بمعنى، وسيجيء التَّفصيل في تفسير القانع والمعتر إن شاء الله تعالى.
          ({كَذَلِكَ}) أي: مثل ما وصفناها من نحرها قياماً ({سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ}) مع عظمها وقوَّتها حتَّى تأخذوها منقادةً طيِّعةً فتعلِّقونها وتحبسونها صافَّة قوائمها ثمَّ تَطْعَنون في لبَّاتها (3)، ولولا تسخيرُ الله لم تُطَق، ولم تكن بأعجزَ من بعض الوحوش الَّتي هي أصغر منها جُرْماً، وأقلَّ قوَّة وكفى بما يتأبَّد ويتوحَّش من الإبل شاهداً وعبرةً، فهذا امتنانٌ من الله تعالى على عباده بأن سخَّر لهم البدن.
          ({لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الحج:36]) إنعامنا عليكم بالتَّقرُّب والإخلاص ({لَنْ يَنَالَ اللَّهَ}) لن يصيب رضاه ولن يقع منه موقع القبول ({لُحُومُهَا}) المتصدَّق بها ({وَلاَ دِمَاؤُهَا}) المهراقة بالنَّحر من حيث إنَّها لحوم ودماء ({وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}) ولكن يصيبه ويقع موقع الرِّضى والقبول ما يصحبه من تقوى قلوبكم الَّتي تدعوكم إلى تعظيم أمر الله، والتَّقرب إليه والإخلاص له؛ أي: لن يُرْضِي المضحُّون والمقربون ربَّهم إلَّا بمراعاة النِّية والإخلاص، والاحتفاظ بشروط التَّقوى في حِلِّ ما قرب به، وغير ذلك من المحافظات الشَّرعيَّة وأوامر الورع.
          فإذا لم يُراعوا ذلك لم تغنِ عنهم التَّضحية والتَّقريب وإن كثُر ذلك منهم، وقيل: كان أهل الجاهليَّة إذا نحروا البدن، وذبحوا القرابين لطخوا حيطان الكعبة بدمائها قربةً إلى الله تعالى فَهَمَّ المسلمون به فَنَزَلَت، وقرأ يعقوب: ((لن تنال)) ((ولكن تناله)) بتاء التَّأنيث.
          ({كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ}) كرَّره تذكيراً لنعمة التَّسخير وتعليلاً له بقوله: ({لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ}) أي: لتعرفوا عظمته باقتداره على ما لا يقدر عليه غيره فتوحِّدوه بالكبرياء وتشكروه ({عَلَى مَا هَدَاكُمْ}) أي: أرشدكم على طريق تسخيرها، وكيفيَّة التقرُّب بها، وإعلام دينه، ومناسك حجِّه بأن تكبِّروا وتهلِّلوا، و(ما) يحتمل المصدريَّة والخبريَّة، و(على) متعلِّقة بتكبِّروا لتضمينه معنى الشُّكر، وقيل: هو التَّكبير عند الإحلال أو الذَّبح.
          ({وَبَشِّرِ}) يا محمَّد صلعم ({الْمُحْسِنِينَ} [الحج:37]) المخلصين الَّذين أحسنوا أعمالهم بأن يعبدوه كأنَّهم يرونه، فإن لم يروه فإنَّه يَراهم يعني بقبول أعمالهم، / وقيل: بالجنَّة، ثمَّ إنَّ سياق الآيتين بتمامها رواية كريمة، فأمَّا رواية أبي ذرٍّ وأبي الوقت فالمذكور فيهما، قوله: <{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ} إلى قوله: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا}> ثمَّ المذكور بعد جنوبها إلى قوله: {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}.
          (قَالَ مُجَاهِدٌ) هو: ابن جبر، من أهل التَّفسير (سُمِّيَتِ الْبُدْنَ لِبُدْنِهَا) بضم الموحدة وسكون المهملة، وفي رواية الحمُّويي والمُستمليِّ: <لبَدَنها> بفتح الموحدة والمهملة، وفي رواية الكُشْمِيْهَني: <لبَدَانتها> بفتح الموحَّدة والمهملة وألف بعد المهملة؛ أي: لسمنها وضخامتها، وأخرج عبد بن حميدٍ من طريق ابن أبي نَجِيْح، عن مجاهد، قال: إنَّما سمِّيت البدن من قبل السَّمَانَة.
          وقال الجوهريُّ: البُدْنة ناقةٌ تُنحر بمكَّة سمِّيت بذلك؛ لأنَّهم كانوا يُسَمِّنونَها، والبَدْن: التَّسمين والاكتناز، وبَدُن إذا ضخُم، وبدَّن _بالتشديد_ إذا أسنَّ، وقد مرَّ عن قريب أنَّ البُدن من الإبل خاصَّة.
          وقال الدَّاودي: إنَّ البُدنة تكون في البقر أيضاً، وهذا نقل عن الخليل.
          (وَالْقَانِعُ: السَّائِلُ، وَالْمُعْتَرُّ: الَّذِي يَعْتَرُّ بِالْبُدْنِ) أي: يطيف بها متعرِّضاً لها (مِنْ غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ) وهذا من كلام البخاريِّ، وكذا قال ابن عبَّاس، وسعيد بن المسيَّب، والحسن البصريُّ: القانع السَّائل، والمُعْتَر: الَّذي يتعرَّض ولا يسأل.
          وقال مالك: أحسن ما سمعت فيه أنَّ القانع الفقير، والمعتر الدَّائر، وقيل: القانع السَّائل الَّذي لا يقنع بالقليل. وفي «الموعب» قال أبو زيد: القانع هو المتعرِّض لما في أيدي النَّاس.
          وقال الخليل صاحب «العين»: القُنُوع: الذِّلة للمسألة، وقال إبراهيم: قنع إليه مالَ وخَضَع، وهو السَّائل، والمُعْتَرُّ الَّذي يتعرَّض ولا يسأل. وقال الزَّجاج: القانع الَّذي يقنع بما يُعْطاه، وقيل: الَّذي يَقْنع باليسير.
          وقال قطرب: كان الحسن يقول: هو السَّائل الَّذي يقنع بما أوتيه، ويصيرُ القانع من معنى القناعة والرِّضى.
          وقال الطُّوسي: قنَع يقنَع قُنُوعاً إذا سأل وتكفَّف، وقنِع يقنَع قناعةً إذا رضي، فالأوَّل من باب فتَح يفتَح، والثَّاني من باب عَلِمَ يَعْلَم، وقال إسماعيل: وقالوا: رجلٌ قُنعان _بضم القاف_ يرضى باليسير.
          وقال صاحب «العين»: القانع: خادمُ القوم وأجيرُهم أيضاً، وأخرج ابن أبي حاتمٍ من طريق سفيان بن عُيينة، عن ابن أبي نَجيح، / قال: القانع هو الطَّامع، وقال مرَّة: هو السَّائل.
          ومن طريق الثَّوري، عن فرات، عن سعيد بن جُبَير: المُعْتَرّ الَّذي يعتريك يزورك ولا يسألك، وأخرج عبد بن حميد من طريق عثمان بن الأسود، قلت لمجاهد: ما القانع قال جارك الَّذي ينتظر ما دَخَلَ بيتك، والمُعْتَرُّ الَّذي يَعْتَرُّ ببابك، ويريك نفسه، ولا يسألك شيئاً.
          وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج، عن مجاهد: المعتر الَّذي يعترُّ بالبُدن من غَنيٍّ أو فقيرٍ، يعني يطيف بها متعرِّضاً، وهذا هو الَّذي ذَكَرَه البخاريُّ معلَّقاً، قاله العينيُّ.
          (وَشَعَائِرُ) أي: المذكور في الآية، أعني قوله تعالى: {ذَلِكَ} خبر مبتدأ محذوف؛ أي: الأمر والشَّأن ذلك، وهو وأمثاله يطلق للفصل بين كلامين: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ}.
          قال الزَّمخشريُّ: وهي الهدايا؛ لأنَّها من معالم الحجِّ، وتعظيمها أن يختارها عِظام الأجرام حِساناً سماناً غالية الأثمان، ويَترك المكاس في شرائها، فقد كانوا يغالون في ثلاثٍ، ويكرهون المكاس فيهنَّ: الهَدي والأضحية والرَّقبة، وروى ابن عمر، عن أبيه ☻ ، أنَّه أَهْدَى نَجِيْبةً طُلِبَتْ منه بثلاثمائة دينار، فسأل رسول الله صلعم أن يبيعها ويشتري بثمنها بُدناً، فنهاه عن ذلك وقال: ((بل أَهدها)).
          وأهدى رسول الله صلعم مائة بُدنة فيها جَمَلٌ لأبي جهلٍ في أنفه بُرَّة (4) من ذهبٍ، وكان ابن عمر ☻ يسوق البدن مجلَّلة بالقباطي (5)، فيتصدَّق بلحومها وبجِلَالها، ويعتقد أنَّ طاعة الله تعالى في التقرُّب بها وإهدائها إلى بيته المعظَّم أمر عظيم لا بدَّ أن يُقام به، ويُسارع فيه {فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج:32]: أي: فإنَّ تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب فحذفت هذه المضافات، ولا يستقيم المعنى إلَّا بتقديرها؛ لأنَّه لابدَّ من راجع إلى (من) ليرتبط به، وإنَّما ذُكرت القلوب (6) لأنَّها مراكز التَّقوى الَّتي إذا ثبتت فيها وتمكَّنت ظهر أثرُها في سائرِ الأعضاء، فلذلك إذا صَلُحتْ صلُح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسدَ الجسدُ كلُّه.
          {لَكُم فِيهَا مَنَافِعَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى} من درِّها ونَسلها وظهرها وصوفها إلى أن تُنحر {ثُمَّ مَحِلُّهَا} أي: وجوب نحرها، أو وقت وجوب نحرها منتهية {إِلَى الْبَيْتِ العَتِيْقِ} [الحج:33] والمراد أنَّ نحرَها في الحَرم الَّذي هو في حكم البيت؛ لأنَّ الحَرَم هو حَرِيمُ البيت، ومثل هذا في الاتِّساع قولك: بَلَغْنا البلدَ، وإنَّما شارفتموه واتَّصل مسيركم بحدوده، و(ثمَّ) للتَّراخي في الوقت فاستُعيرت للتَّراخي في الأحوال.
          والمعنى: إنَّ لكم في الهدايا منافع كثيرةٌ في دنياكم ودينكم، وإنَّما يعتدُّ الله بالمنافع الدِّينية، قال تعالى: {تُرِيْدُونَ عَرَضَ الدُّنيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} [الأنفال:67].
          وأعظم هذه المنافع وأبعدُها شوطاً في النَّفع مَحِلُّها إلى البيت العتيق، فقوله محلها عطفٌ على قوله: منافع. وقوله: {إِلَى الْبَيْتِ} [الحج:33] متعلِّقٌ بمنتهيةٍ حالٌ من الضَّمير في محلِّها هذا.
          فقول المؤلِّف: / (اسْتِعْظَامُ الْبُدْنِ وَاسْتِحْسَانُهَا): تفسيرٌ لقوله تعالى: {وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللهِ} [الحج:32]. وقد أخرج عبد الله بن حميد أيضاً من طريق وَرْقَاء عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: {وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللهِ} [الحج:32] قال: استعظام البُدن استحسانُها واستسمَانها.
          ورواه ابن أبي شيبة من وجهٍ آخر عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبَّاسٍ ☻ نحوه لكن فيه ابن أبي ليلى، وهو سيِّء الحفظ.
          (والْعَتِيقُ): أي: المذكور في الآية المذكورة فيما قبلها من قوله تعالى: {وَلِيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج:29] (عِتْقُهُ مِنَ الْجَبَابِرَةِ): أي: المراد عتقه منهم، أخرج عبد بن حميدٍ أيضاً، من طريق سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد قال: إنَّما سمِّي العتيق؛ لأنَّه أُعْتِقَ من الجبابرة. وعن قتادة: أُعْتِقَ من الجبابرة فكم جبَّارٍ سارَ إليه ليهدِمَه فمنعه الله. وعن مجاهدٍ أيضاً: أعتق من الغرق. وقيل: سمِّي العتيق لقدمه؛ لأنَّه أوَّل بيت وَضِعَ للنَّاس، وقيل: لأنَّه لم يُمْلَك قطُّ.
          (وَيُقَالُ وَجَبَتْ أَي: سَقَطَتْ إِلَى الأَرْضِ): أشار به إلى تفسير ما ذكر في الآية من قوله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} [الحج:36] وهكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق مقسم، عن ابن عبَّاسٍ ☻ قال: ((فإذا وجبت؛ أي: سقطت))، وكذا أخرجه الطَّبري من طريقين، عن مجاهد (وَمِنْهُ): أي: من المعنى المذكور، قولهم: (وَجَبَتِ الشَّمْسُ): إذا سقطت للغروب.


[1] في هامش الأصل: والسنبك طرف مقدِّم الحافر. منه.
[2] في هامش الأصل: والقارئ الحسن. منه.
[3] في هامش الأصل: لباتها أي: صدورها. منه.
[4] في هامش الأصل: بُرة أي: حلقة. منه.
[5] في هامش الأصل: القبطيَّة ضربٌ من الثِّياب يتَّخذ بمصرَ من كتَّان، يُقال ثوبٌ قُبطيٌّ بالضَّم وإنسانٌ قبطيٌّ، والجمع: القباطي. منه.
[6] من قوله: ((لأنَّه لابدَّ... إلى قوله: القلوب)): ليس في (خ).