نجاح القاري لصحيح البخاري

باب هدم الكعبة

          ░49▒ (باب هَدْمِ الْكَعْبَةِ) أي: في آخر زمان (قَالَتْ عَائِشَةُ ♦) وفي رواية <وقالت> بالواو (قَالَ النَّبِيُّ صلعم : يَغْزُو جَيْشٌ) بالجيم وبالتحتانيَّة وبالمعجمة لا بالمهملة والموحَّدة، وهو مرفوعٌ منوَّن فاعل يغزو ومفعوله، قوله: (الْكَعْبَةَ فَيُخْسَفُ بِهِمْ) على البناء للمفعول، وهذا طرفٌ من حديث ذكره المؤلِّف موصولاً في أوائل البيوع [خ¦2118] من طريق نافع بن جبير، عن عائشة ♦ بلفظ: ((يغزو جيش الكعبة حتَّى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوَّلهم وآخرهم ثمَّ يبعثون على نيَّاتهم))، وسيأتي الكلام فيه هناك إن شاء الله تعالى.
          ومطابقة هذا التَّعليق للتَّرجمة من حيث إنَّ فيه غزو الكعبة، فمرَّة يهلكهم الله تعالى قبل الوصول إليها، وأخرى يمكِّنهم منه فيخرِّبونه، ولما كان الغزو الأوَّل مقدِّمة ناسب ذكره في هذا الباب. /