نجاح القاري لصحيح البخاري

باب التهجير بالرواح يوم عرفة

          ░87▒ (بابُ التَّهْجِيرِ) وهو السَّير في الهاجرة، وهي عند نصف النَّهار واشتداد الحر (بِالرَّوَاحِ يَوْمَ عَرَفَةَ) والمراد / بالتَّهجير بالرَّواح أن يهجر من نَمِرَة إلى موضع الوقوف بعرفة، لحديثٍ رواه أبو داود وأحمد عن ابن عمر ☻ قال: ((غدا رسول الله صلعم حين صلَّى الصُّبح في صبيحة يوم عرفة، حتَّى أتى عرفة فنزل نمرة، وهو منزل الإمام الذي ينزل به بعرفة حتَّى إذا كان عند صلاة الظُّهر راح رسول الله صلعم مهجراً، فجمع بين الظُّهر والعصر، ثمَّ خطب النَّاس، ثمَّ راح فوقف)).
          وظاهر هذا الحديث أنَّه توجَّه من منى حين صلَّى الصُّبح بها، لكن في حديث جابر الطَّويل عند مسلم أنَّ توجُّهه صلعم منها كان بعد طلوع الشَّمس ولفظه: ((فضُرِبَتْ له قبَّة بنمرة فنزل بها، حتَّى زاغت الشَّمس، أمر بالقصواء فرُحِلتْ فأتى صلعم بطن الوادي فخطب النَّاس)) الحديث.
          ونَمِرَة _بفتح النون وكسر الميم وفتح الراء_: موضع خارج الحرم بين طرف الحرم، وطرف عرفات.