الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: ما يدعى الناس بآبائهم

          ░99▒ (باب: يُدْعَى النَّاس بآبائهم)
          كذا في «النُّسخة الهنديَّة»، وفي نسخة «الفتح»: <باب: ما يُدعى النَّاس بآبائهم>.
          قالَ الحافظُ: كذا للأكثر، وذكره ابن بطَّالٍ بلفظ: <هل يُدعى النَّاس> زاد في أوله: (هل) وقد ورد في ذلك حديث مرفوعٌ لأمِّ(1) الدَّرداء، أخرجه أبو داود وصحَّحه ابن حِبَّان ولفظه: ((إنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيامَةِ بأسْمائكُمْ وأسماءِ آبائِكُمْ، فأحْسِنُوا أسْماءَكُم)) ورجاله ثقات إلَّا أنَّ في سنده انقطاعًا بين عبد الله بن أبي زكريَّا راويه عن أبي الدَّرداء [وأبي الدَّرداء] فإنَّه لم يدركه، واستغنى المصنِّف / عنه لمَّا لم يكن على شرطه بحديث الباب، وهو حديث ابن عمر لقوله فيه: ((غدرة فلان بن فلان)) فتضمَّن الحديث أنَّه يُنسَب إلى أبيه في الموقف الأعظم.
          وقالَ ابنُ بطَّالٍ: في هذا الحديث ردٌّ لقول مَنْ زعم أنَّهم لا يُدْعَون يوم القيامة إلَّا بأمَّهاتهم سترًا على آبائهم قلت: هو حديث أخرجَه الطَّبَرانيُّ مِنْ حديث ابنِ عبَّاسٍ وسنده ضعيف جدًّا، قالَ ابنُ بطَّالٍ: والدُّعاء بالآباء أشدُّ في التَّعريف وأبلغ في التَّمييز. انتهى ملتقطًا.
          وقالَ القَسْطَلَّانيُّ: وفي الحديث العمل بظواهر الأمور، قال في «فتح الباري»: وهو يقتضي حمل الآباء على مَنْ كان يُنسب إليه في الدُّنْيا لا على مَنْ هو في نفس الأمر، وهو المعتمد. انتهى.


[1] كذا في الأصل والصَّواب: لأمي الدَّرداء