الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}

          ░56▒ (باب: قول الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل:90])
          قالَ العينيُّ: أشارَ البخاريُّ بإيراد هذه الآيات إلى وجوب ترك إثارة الشَّرِّ على مسلم أو كافر، يدلُّ عليه قوله: {وَالْإِحْسَانِ} أي: إلى المسيء وترك معاقبته على إساءته، ثمَّ في تفسير هذه الآية أقوال، ثمَّ بسط العينيُّ عشرة أقوال في تفسير العدل الإحسان(1).
          وقالَ الحافظُ: قالَ ابنُ بطَّالٍ: وجهُ الجمع بين الآيات المذكورة وترجمة الباب مع الحديث أنَّ الله [تعالى] لمَّا نهى عن البغي، وأعلم أنَّ ضرر البغي إنَّما هو راجع إلى الباغي، وضَمِنَ النَّصر لمن بُغي عليه، كان حقُّ مَنْ بُغي عليه أن يشكر الله على إحسانه إليه بأن يعفو عمَّن بغى عليه، وقد امتثل النَّبيُّ صلعم فلم يعاقب الَّذِي كاده بالسِّحر مع قدرته على ذلك.
          قالَ الحافظُ: ويحتمل أن يكون مطابقة التَّرجمة للآيات والحديث أنَّه صلعم ترك استخراج السِّحر خشية أن يثور على النَّاس منه شرٌّ، فسلك مسلك العدل في ألَّا يحصل لمن لم يتعاطَ السِّحر مِنْ أثرِ الضَّرر النَّاشئ عن السِّحر شرٌّ، وسلك مسلك الإحسان في ترك عقوبة الجاني. انتهى. /


[1] في (المطبوع): ((والإحسان)).