الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: ليس الواصل بالمكافى

          ░15▒ (باب: ليس الوَاصل بالمكُافئ)
          قالَ الحافظُ: قال شيخنا في «شرح التِّرمذيِّ»: المراد بالواصل في هذا الحديث الكامل فإنَّ في المكافأة نوعَ صلةٍ بخلاف مَنْ إذا وصله قريبُه لم يكافئه، فإنَّ فيه قطعًا بإعراضه عن ذلك وهو مِنْ قبيل: ((ليس الشَّديدُ بالصُّرَعة)) و((ليس الغَناءُ عن كثرة العرض)). انتهى.
          وأقول: لا يلزم مِنْ نفي الوصل ثبوتُ القطع، فهم ثلاث درجات: واصل ومكافئ وقاطع، فالواصل: مَنْ يتفضَّل ولا يُتفضَّل عليه، والمكافئ الَّذِي لا يزيد في الإعطاء على ما يأخذ، والقاطع الَّذِي / يُتفضَّل عليه ولا يَتفضَّل، وكما تقع المكافأة بالصِّلة مِنَ الجانبين كذلك تقع بالمقاطعة مِنَ الجانبين، فمَنْ بدأ حينئذٍ فهو الواصل، فإنَّ جُوزي سمى(1) مَنْ جازاه مكافئًا، والله تعالى أعلم. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((سمي)).