الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الكبر

          ░61▒ (باب: الكِبر)
          قالَ الرَّاغبُ: الكِبْرُ والتَّكَبُّرُ والاستكبارُ متقارب، فالكِبْرُ: الحالة الَّتي يختصُّ بها الإنسانُ مِنْ إعجابه بنفسه، وذلك أنْ يرى نفسه أكبر مِنْ غيره، وأعظمُ ذلك أن يتكبَّر على ربِّه بأن يمتنع مِنْ قَبول الحقِّ والإذعان له بالتَّوحيد والطَّاعة. انتهى مِنَ «الفتح».
          وقالَ القاريُّ في «المرقاة»: قالت السَّادة الصُّوفيَّة ▓: إنَّ آخر ما يخرج مِنْ رأس الصِّدِّيقين محبَّة الجاه، فإنَّ الجاه ولو كان في الأمور العلميَّة [والعمليَّة] والمشيخة والحالات الكشفيَّة فمِنْ حيثُ النَّظر إلى المخلوق والغفلة عن الغيرة الرُّبوبيَّة أو الرُّؤية الاثنينيَّة بعد ظهور أنوار الأحديَّة يحجب السَّالك عن الخلوة في الجلوة بوصف البقاء بالله والفناء عمَّا سواه، / هذا وقد روى صاحب «الكشَّاف»: في «ربيع الأبرار» عن ابن مسعود ╩ : يكون الرَّجل مرائيًا في حياته وبعد موته، قيل: كيف ذاك؟ قال: يحبُّ أن يكثر النَّاس في جنازته. انتهى.