الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب المقة من الله

          ░41▒ (باب: المِقَة مِنَ الله تَعَالَى)
          أي: ابتداؤها مِنَ الله، والمِقَة_بكسر الميم وتخفيف القاف_ هي المحبَّة، وقد وَمَقَ يَمِقُ، والأصل الوَمْقُ، والهاء فيه عوضٌ عن الواو، كعِدَةٍ ووَعْدٍ، وزِنَةٍ ووَزْنٍ. وهذه التَّرجمة لفظ زيادة وقعت في نحو حديث الباب في بعض طرقه، لكنَّها على غير شرط البخاريِّ، فأشار إليها في التَّرجمة كعادته، أخرجه أحمدُ والطَّبرانيُّ وابنُ أبي شَيبة / عن أبي أمامة مرفوعًا قال: ((الْمِقَةُ مِنَ الله، وَالصِّيتُ مِنَ السَّماء، فَإِذَا أَحَبَّ الله عَبْدًا...)) الحديث، وللبزَّار عن أبي هريرة رفعه: ((مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ صِيتٌ فِي السَّماء، فَإِنْ كَانَ حَسَنًا وُضِعَ فِي الْأَرْضِ، وَإِنْ كَانَ سَيِّئًا وُضِعَ في الأَرْض)) والصِّيْت_بكسر الصَّاد المهملة وسكون التَّحتانيَّة بعدها مثنَّاة(1)_ أصله الصَّوت كالرِّيح مِنَ الرَّوح، والمراد به: الذِّكر الجميل، وربَّما قيل لضدِّه لكنْ بقيدٍ. انتهى مِنَ «الفتح».
          وقال صاحب «الفيض»: المِقَةُ المحبَّة، والجار والمجرور بعده فاعل له، وصرَّح الأشمونيُّ أنَّ الجار والمجرور بعد المصدر يصلح فاعلًا ومفعولًا. انتهى.


[1] قوله: ((بعدها مثناة)) ليس في (المطبوع).