الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: لم يعب أصحاب النبي بعضهم بعضًا في الصوم والإفطار

          ░37▒ (بَابُ: لَمْ يَعِبْ): بفتح المثنَّاة التحتيَّة أوَّله وكسر العين المهملة، مضارعُ عابَ؛ أي: لم يذمَّ (أَصْحَابُ النَّبِي): وفي بعضِ الأصول: <أصحاب رسول الله> (صلعم بَعْضُهُمْ بَعْضاً): قال في ((القاموس)): العيب والعاب: الوصْمَة، كالمعاب والمعابة والمعيب، وعاب لازمٌ ومتعدٍّ، وهو معيبٌ ومعيوبٌ، ورجلٌ عَيْبَةٌ كهَمْزَة، وعيَّابٌ وعيَّابةٌ: كثيرُ العيب للنَّاس، انتهى.
          واستعمله المصنِّف هنا متعدِّياً لنصبِه ((بعضاً)) مفعولاً، وأمَّا ((بعضُهم)) فهو مرفوعٌ على أنَّه بدلٌ مِن ((أصحاب)) فاعل ((يعب)).
          وقوله: (فِي الصَّوْمِ): متعلِّقٌ بالفعل (وَالإِفْطَارِ): أي: في السَّفر بشروطِهِ، قال في ((الفتح)): وأشارَ بهذا إلى تأكيدِ ما اعتمده من تأويل الحديث الَّذي قبله، وأنَّه محمولٌ على مَن بلغ حالة جهدٍ به، وأنَّ مَن لم يبلغ ذلك لا يُعابُ عليه الصِّيامُ ولا الفطر.