نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش

          3604- (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ) هو الملقَّب بصاعقة، وقد مرَّ في «الوضوء» [خ¦140]، قال: (أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) الهُذلي الهروي البغدادي، مات سنة ست وثلاثين ومائتين، وهو أحدُ مشايخ البُخاري ومسلم، وروى البُخاري عنه هاهنا بواسطة وهو صاعقة، وليس له في البُخاري سوى هذا الحديث، قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) هو: حمَّاد بن أسامة، قال: (أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ) بفتح المثناة الفوقية وتشديد التحتية، واسمه: يزيد بن حميد الضُّبعي، مات سنة ثمان وعشرين ومائة، وأبو التيَّاح / لقبه وكنيته أبو حماد.
          (عَنْ أَبِي زُرْعَةَ) بضم الزاي وسكون الراء، واسمه: هرم بن عَمرو بن جرير بن عبد الله البجلي (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺) أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم : يُهْلِكُ) بضم الياء، من الإهلاك (النَّاسَ) بالنصب مفعوله (هَذَا الْحَيُّ) بالرفع فاعله (مِنْ قُرَيْشٍ) يعني: بسببِ وقوعِ الفتن والحروب بينهم يتخبط أحوال الناس.
          (قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ) جزاؤه محذوف تقديره: لكان خيراً ونحو ذلك، ويحتمل أن تكون «لو» للتَّمني فلا تحتاج إلى جوابٍ. ومطابقة الحديث للترجمة من حيث إنَّ فيه إخباراً عن المغيبات.
          تنبيه: قد نزل البخاري في إسناد هذا الحديث درجةً بالنَّسبة إلى أبي أسامة لأنَّه سمع من الجمع الكثير من أصحابِ أبي أسامة حتَّى من شيخ شيخه في هذا الحديث، وهو أبو معمر، وقد أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة والإسماعيلي من رواية أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة عن أبي أسامة وهما ممَّن أكثر عند البُخاري وكأنَّه فاته عنهما، ونزل فيه أيضاً بالنَّسبة إلى شعبة درجتين لأنَّه سمع من جماعة من أصحابه.
          (وَقَالَ مَحْمُودٌ) هو: ابنُ غيلان أحد مشايخ البُخاري المشهورين (أَخْبَرَنَا دَاوُدَ) سليمان الطَّيالسي، ولم يخرج له البخاري إلَّا استشهاداً، قال: (أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ) أنَّه قال: (سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ) أراد بذلك تصريح أبي التَّياح بسماعه من أبي زُرعة.