نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية

          ░13▒ (بابُ) جواز انتساب (مَنِ انْتَسَبَ إِلَى آبَائِهِ) الذين مضوا (فِي الإِسْلاَمِ، أَوْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ) وَكَرِهَ بعضُهم ذلك مطلقاً، ومحلُّ الكراهة ما إذا أورده على طريق المفاخرةِ والمشاجرة، وقد روى الإمام أحمدُ وأبو يعلى في «مسنديهما» بإسناد حسنٍ من حديث أبي ريحانة رفعه: ((من انتسبَ إلى تسعة آباء كفَّار يريد بهم عزاً وكرامة فهو عاشرُهُم في النار)).
          (وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ) ♥ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم : إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ) صلوات الله عليهم وسلامه.
          ومطابقته للتَّرجمة ظاهرة باعتبار الجزء الأوَّل منها؛ فإنَّه صلعم لما نسبَ يوسف إلى آبائه كان ذلك دَليلاً على جواز ذلك لغيره في غيره، وقد تقدَّم حديثُ كلٍّ منهما موصولاً في أحاديث الأنبياء [خ¦3382] [خ¦3374].
          (وَقَالَ الْبَرَاءُ) أي: ابن عازب ☺ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم : أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ) وهذا طرف من حديث تقدَّم موصولاً في الجهاد، في قصَّة غزوة حنين في باب من صفَّ أصحابه عند الهزيمة [خ¦2930]، ومطابقته للرُّكن الثَّاني من التَّرجمة من حيث إنَّه صلعم انتسب إلى جدِّه عبد المطَّلب.