إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن النبي قدم مكة فدعا عثمان بن طلحة ففتح

          468- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ) بضمِّ النُّون، محمَّد بن الفضل السَّدوسيُّ البصريُّ (وَقُتَيْبَةُ) ولأبي ذَرٍّ: ”وقتيبة بن سعيدٍ“ (قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ) ولأبوَي ذَرٍّ والوقت وابن عساكر: ”حمَّاد بن زيدٍ“ (عَنْ أَيُّوبَ) السَّختيانيِّ (عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر (عَنِ ابْنِ عُمَرَ) بن الخطَّاب(1) ☻ (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَدِمَ مَكَّةَ) عام الفتح (فَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ) الحجبيَّ (فَفَتَحَ البَابَ) أي: باب الكعبة (فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلعم ) فيها (وَ) دخل معه (بِلَالٌ) مؤذِّنه وخادم أمر صلاته (وَ) دخل معه أيضًا (أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ) خادمه فيما يحتاج إليه (وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ) الحجبيُّ حتَّى لا يتوهَّم النَّاس عزله عن سدانة البيت (ثُمَّ أُغْلِقَ البَابُ) لئلَّا يزدحم النَّاس عليه لتوفُّر(2) دواعيهم على مُراعاة أفعاله صلعم ليأخذوها عنه، و«أُغلِق» بضمِّ الهمزة وكسر اللَّام مبنيًّا للمفعول، وفي روايةٍ: ”ثمَّ أَغلَق“ بفتح الهمزة واللَّام مبنيًّا للفاعل، و«البابَ» نُصِبَ على المفعوليَّة (فَلَبِثَ) ╕ (فِيهِ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا) كلُّهم (قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَبَدَرْتُ) أي: أسرعت (فَسَأَلْتُ بِلَالًا): هل صلَّى النَّبيُّ صلعم فيه(3) أم لا؟ (فَقَالَ: صَلَّى فِيهِ، فَقُلْتُ: فِي أَيٍّ) بالتَّنوين، أي: في أيِّ نواحيه؟ (قَالَ: بَيْنَ الأُسْطُوَانَتَيْنِ) بضمِّ الهمزة.
           (قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَذَهَبَ عَلَيَّ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى) أي: فاتني سؤال الكميَّة.
          ورواة هذا الحديث ما بين بصريٍّ ومدنيٍّ، وفيه: التَّحديث والعنعنة، وأخرجه أيضًا في «المغازي» [خ¦4289] و«الجهاد» [خ¦2988]، ومسلمٌ في «الحجِّ»، وكذا أبو داود والنَّسائيُّ وابن ماجه.


[1] «ابن الخطَّاب»: سقط من (د) و(م).
[2] في (ص): «لتتوفر».
[3] في (د): «فيها».