إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب من صلى وقدامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد فأراد به الله

          ░51▒ (بابُ مَنْ صَلَّى وَقُدَّامَهُ) بالنَّصب على الظَّرفيَّة (تَنُّورٌ) بفتح المُثنَّاة الفوقيَّة وتشديد النُّون المضمومة، وهو ما يُوقَد فيه النَّار، للخبز وغيره، والجملة اسميَّةٌ حاليَّةٌ، و«تنُّورٌ»: مبتدأٌ خبرُه الظَّرف، أي: بينه وبين القبلة، وعطف المؤلِّف على قوله: «تنُّورٌ» قوله: (أَوْ نَارٌ) وهو من عطف العامِّ على الخاصِّ اهتمامًا به لأنَّ عَبَدَةَ النَّار من المجوس لا يعبدونها إلَّا إذا كانت متوقِّدة بالجمر (أَوْ) صلَّى وقدَّامه (شَيْءٌ مِمَّا يُعْبَدُ) كالأصنام والأوثان (فَأَرَادَ) المصلِّي الَّذي قدَّامه شيءٌ من هذه الأشياء (بِهِ) أي: بفعله (اللهَ تَعَالَى) ولأبوي ذَرٍّ والوقت: ”وجه الله تعالى“ أي: ذاته تعالى، وحينئذٍ فلا كراهة. نعم كرهه الحنفيَّة لِمَا فيه من التَّشبُّه(1) بعبدة المذكورات ظاهرًا.
           (وَقَالَ) ابن شهاب (الزُّهْرِيُّ) ممَّا وصله المؤلِّف في «باب وقت الظُّهر» [خ¦540]: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَنَسٌ) وللأَصيليِّ: ”أنس بن مالكٍ“ (قَالَ: قَالَ(2) النَّبِيُّ صلعم : عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ) الجهنَّميَّة (وَأَنَا أُصَلِّي).


[1] في (ص) و(م): «التَّشبيه».
[2] في (د): «قاله»، وليس بصحيحٍ.