إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أين تحب أن أصلي لك من بيتك

          424- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) القعنبيُّ (قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) بسكون العين، سبط عبد الرَّحمن بن عوفٍ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ، وفي مُسنَد أبي داود الطَّيالسيِّ: التَّصريحُ بسماع إبراهيم بن سعدٍ له من(1) ابن شهابٍ (عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ) بفتح الرَّاء، الخزرجيِّ الأنصاريِّ الصَّحابيِّ، وللمؤلِّف من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ عن أبيه قال: أخبرني محمودٌ (عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ) بكسر العين وضمِّها، الأنصاريِّ السَّالميِّ المدنيِّ / الأعمى، وصرَّح في رواية يعقوب بسماع محمودٍ من عِتْبان (أَنَّ النَّبِيَّ) ولأبي ذَرٍّ: ”أنّ رسول الله“ ( صلعم أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ) يوم السَّبت، ومعه أبو بكرٍ الصِّدِّيق(2) وعمر كما عند «الطَّبرانيِّ»، وفي لفظ: «أنَّ عِتْبان لقي النَّبيَّ صلعم فقال: إنِّي أحبُّ أن تأتيني»، وعند ابن حبَّان «في صحيحه»(3) من حديث أبي هريرة: «أنَّ رجلًا من الأنصار»، وفيه: «وذلك بعد ما عَمِيَ» (فَقَالَ) صلعم : (أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ لَكَ مِنْ بَيْتِكَ؟) وللكُشْمِيْهَنِيِّ في غير «اليونينيَّة»(4): ”في بيتك“ والإضافة في «لك»(5) باعتبار الموضع المخصوص، وإِلَّا فالصَّلاة لله (قَالَ) عِتْبان: (فَأَشَرْتُ لَهُ) ╕ (إِلَى مَكَانٍ) من بيتي (فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلعم ) تكبيرة الإحرام (وَصَفَفْنَا) بالواو(6)، أي: جعلنا صفًّا (خَلْفَهُ) ولأبي ذَرٍّ: ”فصففنا“ بالفاء بدل الواو(7)، ولأبي ذَرٍّ أيضًا وابن عساكر: ”وصفَّنا“ بالواو والإدغام (فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ).
          ورواة هذا الحديث الخمسة مدنيُّون، وفيه: رواية صحابيٍّ عن صحابيٍّ، والتَّحديث والعنعنة، وأخرجه في «الرِّقاق» [خ¦6423] و«المغازي» [خ¦4009] و«استتابة المرتدِّين» [خ¦6938] و«الأطعمة» [خ¦5401]، ومسلمٌ في «الصَّلاة» و(8) «الإيمان»، والنَّسائيُّ وابن ماجه في «الصَّلاة».


[1] في (د): «عن».
[2] «الصِّدِّيق»: مثبتٌ من (م).
[3] «في صحيحه»: ليس في (م).
[4] «في غير اليونينيَّة»: مثبتٌ من (م).
[5] في غير (ب) و(س): «ذلك»، وهو تحريفٌ.
[6] «بالواو»: مثبتٌ من (م).
[7] زيد في (م): «والإدغام»، وليس بصحيحٍ.
[8] «الصَّلاة و»: ليس في (د).