إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن رسول الله سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء

          420- وبالسَّند(1) قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ (قَالَ(2): أَخْبَرَنَا مَالِكٌ) هو ابن أنسٍ الأصبحيُّ إمام دار الهجرة (عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) بن الخطَّاب(3) ☻ : (أَنَّ رَسُولَ اللهِ / صلعم سَابَقَ بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي أُضْمِرَتْ) بضمِّ الهمزة مبنيًّا للمفعول، أي: ضُمرَت بأن أُدخِلت في بيتٍ وجُلِّل عليها بجُلٍّ ليكثر(4) عرقها، فيذهب رهلها(5)، ويقوى لحمها ويشتدَّ جريها، وقِيل غير ذلك ممَّا سيأتي _إن شاء الله تعالى_ في محلِّه، وكان فرسه الَّذي سابق به يُسمَّى: السَّكْب _بالكاف_ وهو أوَّل فرس ملكه، وكانت المسابقة (مِنَ الحَفْيَاءِ) بفتح المهملة وسكون الفاء مع المدِّ، قال السَّفاقسيُّ: وربَّما قُرِئ بضمِّ الحاء مع القصر، وهو موضعٌ بقرب المدينة (وَأَمَدُهَا) بفتح الهمزة والميم، أي: غايتها (ثَنِيَّةُ الوَدَاعِ) بالمُثلَّثة، وبينها وبين الحفياء خمسةُ أميالٍ أو ستَّةٌ أو سبعةٌ (وَسَابَقَ) ╕ (بَيْنَ الخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ) بفتح الضَّاد المُعجمَة وتشديد الميم المفتوحة، وفي روايةٍ: ”لم تُضْمَر“ بسكون الضَّاد وتخفيف الميم (مِنَ الثَّنِيَّةِ) المذكورة (إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ) بضمِّ الزَّاي المُعجمَة وفتح الرَّاء وسكن المُثنَّاة التَّحتيَّة آخره قافٌ، ابن عامر، وإضافةُ المسجد إليهم إضافةُ تمييزٍ لا ملكٍ(6) _كما مرَّ_(7) (وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ) بن الخطَّاب (كَانَ فِيمَنْ سَابَقَ بِهَا) أي: بالخيل أو بهذه المسابقة، وهذا الكلام إمَّا من قول ابن عمر عن نفسه، كما تقول عن نفسك: العبد فعل كذا(8)، أو هو من(9) مقول نافعٍ الرَّاوي عنه، واستُنبِط منه: مشروعيَّة تضمير الخيل وتمرينها على الجري وإعدادها لإعزاز كلمة الله تعالى ونصرة دينه، قال تعالى: { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ }(10) الآيةَ[الأنفال:60] وجواز إضافة أعمال البِّر إلى أربابها ونسبتها إليهم، ولا يكون ذلك تزكيةً لهم.
          وقد أخرج المؤلِّف الحديث أيضًا في «المغازي» [خ¦2868]، وأبو داود في «الجهاد»، والنَّسائيُّ في «الخيل».


[1] في غير (ص) و(م): «وبه».
[2] «قال»: ليس في (د).
[3] «ابن الخطَّاب»: ليس في (د).
[4] في (د): «فيكثر».
[5] في (د): «رَهِل؛ كـ «حَمِد» -بالكسر- اضطرب واسترخى».
[6] في (د): «تمليك».
[7] قوله: «كما مرَّ»: ليس في (د).
[8] في (م): «ذلك».
[9] «من»: ليس في (ص) و(م).
[10] «{مَّا اسْتَطَعْتُم}»: ليس في (م).