إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان رسول الله يصلي وأنا حذاءه وأنا حائض

          379- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهدٍ (عَنْ خَالِدٍ) هو ابن عبد الله الطَّحَّان (قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ) التَّابعيُّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ) هو ابن الهاد، وسقط لفظ «ابن شدَّادٍ» عند الأَصيليِّ (عَنْ) أُمِّ المؤمنين (مَيْمُونَةَ) ♦ (قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يُصَلِّي وَأَنَا حِذَاءَهُ) بكسر المُهمَلة وبالمُعجمَة، وبالنَّصب _كما في «اليونينيَّة»_ على الظَّرفيَّة، وفي غيرها: ”حذاؤه“ بالرَّفع على الخبريَّة (وَأَنَا حَائِضٌ) جملةٌ / اسميَّةٌ حاليَّةٌ (وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبُهُ إِذَا سَجَدَ).
           (قَالَتْ) ميمونة: (وَكَانَ) ╕ (يُصَلِّي عَلَى الخُمْرَةِ) بضمِّ الخاء المُعجمَة وسكون الميم، سجَّادةٌ صغيرةٌ‼ من سعف النَّخل تُرْمَلُ(1) بخيوطٍ صغيرةٍ(2)، وسُمِّيت خُمْرَةً لأنَّها تستر وجه المصلِّي عن الأرض كتسمية الخمار لستره الرَّأس.
          واستُنبِط منه: جواز الصَّلاة على الحصير، لكن رُوِيَ عن عمر بن عبد العزيز أنَّه كان يُؤتَى بترابٍ فيُوضَع على الخُمْرة فيسجد عليه مُبالَغةً في التَّواضع والخشوع، وأنَّ بدن الحائض وثوبها طاهران، وأنَّ الصَّلاة لا تبطل بمحاذاة المرأة.
          ورواته الخمسة ما بين بصريٍّ وواسطيٍّ وكوفيٍّ(3) ومدنيٍّ، وفيه: التَّحديث والعنعنة، ورواية التَّابعيِّ عن التَّابعيِّ عن الصَّحابيَّة، وأخرجه المؤلِّف في «الطَّهارة» [خ¦333] _كما سبق_ وفي «الصَّلاة» [خ¦518]، وكذا مسلمٌ وأبو داود وابن ماجه.


[1] في غير (د): «تزمل»، وهو تصحيفٌ.
[2] «صغيرة»: ليس في (د) و(س) و(ج).
[3] «وكوفيٍّ»: ليس في (د).