التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه

          ░53▒ بَابٌ هَلْ لِلْإِمَامِ أَنْ يَمْنَعَ الْمُجْرِمِينَ وَأَهْلَ الْمَعْصِيَةِ مِنْ الْكَلَامِ مَعَهُ وَالزِّيَارَةِ وَنَحْوِهِ؟
          7225- ذَكَرَ فيه حديثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ _وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ_ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ☺: (لَمَّا تَخَلَّفْتُ عَنْ رَسُولِ الله صلعم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ)، فَذَكَرَ حَدِيثَهُ، (وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صلعم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَآذَنَ رَسُولُ الله صلعم بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا).
          عبدُ الرَّحمن هذا أخرج له البُخَارِيُّ ومُسلمٌ وأبو داودَ والنَّسائيُّ، ووالدُه عبدُ اللهِ أخرجَ له هؤلاء وابنُ ماجَه، ماتَ سنة سبعٍ وتسعين، وكَعْبٌ أخرجوا له عَقَبِيٌّ أحدُ الشعراء، مات سنةَ خمسين.
          وأصل الهِجْرانِ في كتابِ الله تعالى وهو أَمْرُ الله تعالى عِبَادَه بهِجرانِ نِسائهم في المَضَاجِعِ، فإذا كان الهِجرانُ مِن المعاقبةِ بنصِّ القرآن فلِذلك استعملَهُ الشَّارعُ في عقوبةِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ حين تخلَّف عن الغزوِ مع رسولِ الله صلعم، وتَرَكَ ما فرضَ الله عليه من الجهادِ مع نبيِّهِ ونُصْرتِه وبذْلِ نفسِهِ دونهم.
          وقد قال سُحْنُون: إذا سُجِنَ الرَّجُلُ في دَيْنِ امرأتِه فليس له أن يُدْخِلَ امرأتَه في السِّجْنِ؛ لأنَّه إنَّما أُدْخِلَ فيه تأديبًا له وتضييقًا عليه فإذا لم يُمنَعْ مِن لذَّتِهِ لم يُضَيَّقْ عليه.
          آخِرُ كِتَابِ الأَحْكَامِ بِحَمْدِ اللهِ وَمَنِّه