التوضيح لشرح الجامع البخاري

قول الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم}

          ░1▒ وقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء:59]
          7137- ذَكَرَ فيه حديثَ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ أَنَّ رَسُولَ الله صلعم قَالَ: (مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي).
          7138- وحديثَ ابْنِ عُمَرَ ☻ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ) الحديث.
          وهذا يدلُّ على وجوبِ طاعةِ السُّلطان وجوبًا مُجمَلًا لأنَّ فيه طاعةَ اللهِ وطاعةَ رسولِه، فمَنِ ائتمَرَ لِطاعة أُولي الأمرِ لأمرِ اللهِ ورسولِه بذلك فطاعتُهم واجبةٌ فيما رأَوْه مِن وجوه الصَّلاح، حتَّى إذا خرجوا إلى ما يُشكُّ أنَّه معصيةٌ لله لم يَلزمهم طاعتُهم فيه، وطلب الخروج عن طاعتهم لغير مواجهةٍ بالخِلاف.
          وأُولو الأمر في الآية الأمراءُ كما قال أبو هُرَيْرَةَ ☺، أو العلماءُ كما قال الحَسَنُ، أو الصَّحابةُ كما قال مجاهِدٌ، وربَّما قال: أُولو العَقْلِ والسُّنَّة، وقال زيدُ بن أسلَمَ: هُم الولاة، وقرأَ ما قبلها: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاس} [النساء:58].
          وفي حديثِ ابنِ عُمَرَ ☻ أنَّ فرضًا على الأمراءِ نُصْحُ مَن ولَّاهم الله أمْرَهم، وكذلك كلُّ مَن ذَكَرَ في الحديثِ، فمَنِ استُرعِيَ أمرًا أو اؤْتُمن عليه فالواجبُ عليه بذْلُ النَّصيحةِ فيه، وقد قال ◙: ((مَن اسْتُرعي رَعِيَّةً فلم يُحِطْها بنصيحةٍ لم يَرِح رائحة الجنَّةِ)) وسيأتي هذا الحديثُ بعدَ هذا في باب من استُرعي رعيَّةً فلم يَنْصَح [خ¦7150].