التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب استقضاء الموالي واستعمالهم

          ░25▒ بَابُ اسْتِقْضَاءِ الْمَوَالِي وَاسْتِعْمَالِهِمْ
          7175- ذَكَرَ فيه حديثَ ابنِ جُرَيجٍ أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ☻ أَخْبَرَهُ، قَالَ: (كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيفة يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلينَ وَأَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلعم فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، فِيهِمْ أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ).
          وأصلُ هذا البابِ في كتابِ اللهِ تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] فالتَّقيُّ وإن كان بحضْرَتِهِ أتقى منه لا يُرفَعُ عنه اسمُ التُّقى والكرامةِ، وقد قدَّم الشَّارعُ في العملِ والصَّلاةِ والسِّعايةِ المفضولَ مع وجود الفاضلِ توسعةً منه على النَّاسِ ورِفْقًا بهم.
          واختلف العلماءُ فيمن هو أَوْلى بالإمامةِ، فقال مالكٌ والشَّافعِيُّ: الأفقهُ ثمَّ الأقرأُ، وقال أبو حنيفةَ وغيرُه: الأقرأُ وسببُ اختلافِهم مفهومُ قولِه ◙: ((يؤمُّ القومَ أقرؤهم لِكتابِ الله)) فحمَلَهُ بعضُهم على ظاهرِه، ومنهم مَن حَمَلَ الأقرأَ على الأفقهِ لأنَّ الحاجةَ إليه أمسُّ، ومَن رُضِيَ للدِّينِ رُضِيَ للدُّنيا واستحقَّ القضاءَ.