التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب

          ░51م▒ باب
          7222- 7223- ذَكَرَ فيه حديثَ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ☺ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: (يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا) فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقَالَ أَبِي: قَالَ: (كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيشٍ).
          قال المُهَلَّب: لمْ أَلْقَ أحدًا يقطع في هذا الحديث بمعنى، فقومٌ يقولون: يكون اثنا عَشَرَ أميرًا بعد الخلافةِ المعلومةِ مَرْضِيِّينَ، وقومٌ يقولون: يكونون متوالِيِينَ إمارتهم، وقومٌ يقولون: يكونون في زمنٍ واحدٍ كلُّهم مِن قُرَيشٍ يدَّعي الإمارةَ، والَّذي يغلِبُ عليه الظَّنُّ أنَّه إنَّما أراد يخبرُ بأعاجيبِ ما يكونُ مِن بعدِه مِن الفِتَنِ حتَّى تفرُّق النَّاسِ في وقتٍ واحدٍ على اثْنَيْ عَشَرَ أميرًا، وما زاد على الاثْنَيْ عَشَرَ فهو زيادةٌ في التَّعَجُّبِ كأنَّه أَنْذَرَ بِشرطٍ مِن الشُّروطِ وبعضُه يَقَعُ، ولو أراد ◙ غيرَ هذا لَقالَ: يكون اثنا عَشَرَ أميرًا يفعلون كذا ويصنعون كذا، فلمَّا أعراهم مِن الخَبَرِ علمْنا أنَّه أرادَ أن يُخْبِرَ بكونِهم في زمنٍ واحدٍ.
          وفي «خصائص مُسندِ الإمام أحمد» لأبي موسى المَدِينيِّ أنَّ عبدَ الله بن أحمدَ قال: قال لي أبي في مرضِه الَّذي مات فيه: اضْرِبْ على حديثِ أبي زُرْعَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ ☺: ((يُهلِكُ أُمَّتي هذا الحيُّ مِن قُرَيشٍ)) فإنَّه خِلافُ الأحاديثِ عن رسولِ الله صلعم، يعني قولَه: ((اسمعوا وأطيعوا)) قال أبو موسى: فلمَّا شذَّتْ لَفْظَةٌ عن الأحاديثِ المشاهيرِ أَمَرَ بالضَّرْبِ عليه. /