التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من بايع ثم استقال البيعة

          ░47▒ بَابُ مَنْ بَايَعَ ثُمَّ اسْتَقَالَ الْبَيْعَةَ
          7211- ذَكَرَ فيه حديثَ جَابِرٍ ☺ السَّالِفَ قريبًا [خ¦7209].
          وترجم عليه أيضًا فيما يأتي: بابُ مَنْ نَكَثَ بَيْعَتَه وقولِه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} الآية [الفتح:10] / وإنَّما لم يُقِلْهُ ◙ لأنَّ الهِجرةَ كانت فرضًا، وكان ارتدادُهم عنها مِن أكبرِ الكبائر، ولذلك دعا لهم الشَّارعُ فقال: ((اللَّهُمَّ أمضِ لأصحابي هِجْرَتهم، ولا تَرُدَّهم على أَعْقَابهم)) وقد أسلفنا ذلك بأوضحَ منه.
          وفيه مِن الفقه أنَّ مَن عَقَد على نفْسِه أو على غيرِه عَقْد الله تعالى فلا يجوز له حَلُّه؛ لأنَّ في حَلِّه خروجًا إلى معصيةِ الله، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بالوفاء بالعُقُودِ، وقد سَلَفَ هذا المعنى في آخرِ كتاب الحجِّ.